| 168
" المعارض " إن هذا التحول كانت له تداعياته على مكانة اليسار -الذي لم يعد وصف ينسجم معه- داخل الساحة السياسية، ذلك بانكماشه الجماهيري الذي بدت ملامحه ، حيث لم يحصل ســوى على 2007 واضحة مع النكســة التي مُُنِِي بها في انتخابات % من نســبة التصويت، وكانت هذه النتائج سببًًا مباشرًًا في تأزم 10 مقعد ًًا بنســبة 38 ). ولعل من 30 وضعية المكتب السياسي المسؤول أمام قواعده عن مآلات الحزب( المشاهد الدلالة على وضعية الحزب المتأزمة بعد هذه المحطة الانتخابية ما شهدته يناير/ 11 أشــغال الدورة التاســعة للمجلس الوطني التاســع للحزب، المنعقدة في ؛ حيث طلب أحد أعضاء الحزب مــن الحضور قراءة الفاتحة 2008 كانــون الثانــي قراءة الفاتحــة على الاتحاد " علــى روح أحــد المتوفيــن، فمازحه أحدهم بطلــب ). هذه وإن كانت هذه مزحة فإن لها دلالة عما أصبح يعتور 31 ( " الاشــتراكي أيض ًًا الحزب -واليســار عمومًًا- من مشاكل وتحديات. فإن كانت هذه نظرة أهل الحزب لأنفسهم فكيف تكون نظرة عموم الجماهير نحوه. ولعل هذا يؤكد ما جاء في الوثيقة ، المتعلقة 2007 أكتوبر/تشرين الأول 27 المنبثقة عن المجلس الوطني للحزب، يوم غياب الانفتاح التنظيمي على الجماهير الشعبية " ، من إقرار بأن 2007 بتقييم انتخابات )، إضافة إلى السلوك الذي أصبح 32 ( " وقواها الحية، منهجية خاطئة في تدبير الانفتاح ينتهجه في الممارســة الانتخابية بانفتاحه على الأعيان من أجل الحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان؛ الأمر الذي كانت له نتيجة عكســية؛ حيث أســهم في تدني صورة الحزب في المجتمع وأصبح يُُنظر إليه كسائر الأحزاب الأخرى التي لا )، وهذه الخاصية التي باتت ترتبط بمختلف 33 يهمها سوى الحصول على المقاعد( .) 34 نخب اليسار التقليدي أدت إلى فقدان شرعيتها وسط شرائحها الاجتماعية( ، 2008 يونيو/حزيران 15 و 13 انعقد المؤتمر الوطني الثامن للاتحاد الاشتراكي ما بين لكنه فشــل في إتمام أشــغاله واضطر إلى تأجيلها لموعد لاحق؛ ما أحدث نوعًًا من ). هذه كلها مؤشرات تدل على وصول اليسار التقليدي 35 خيبة الأمل لدى القاعدة( إلى منعطف حاســم في مســاره اتسمت معالمه بانخفاض منسوب ثقة الجماهير فيه " الجديد " كحامــل لهمومهــا ومدافع عــن آمالها. حدث هذا في وقت كان اليســار منخرطًًا في دينامية توحيدية بين مختلف البنيات التي تحمل توجهات متقاربة ساعيًًا وراء بناء قوة يسارية قادرة على تحقيق ما يصبو له.
Made with FlippingBook Online newsletter