العدد 28 - نوفمبر/تشرين الثاني 2025

169 |

ومطلع سنة 2010 إن الدينامية السياسية التي عرفها العالم العربي عمومًًا أواخر سنة ؛ من خلال ما سُُمِِّي بثورات الربيع العربي، والتي تأثر المغرب بها من خلال 2011 فبراير، التي رفعت عدة مطالب سياسية، من بينها: محاربة الفساد، وإبعاد 20 حركة )، وقيام 36 بعض وجوه الحكم القديمة من قيادات حزبية ومسؤولين مخزنيين كبار( النظــام، فــي إطار احتواء هذه الحركة، باتخاذ مجموعة من الإجراءات أبرزها وضع )؛ كشــف عن مدى اتساع الهوة بين اليســار التقليدي والجماهير 37 دســتور جديد( الشــعبية، حيــث كانت الحركة مصــرة على التحرك خارج الأطــر الحزبية والنقابية )، وهذا في حد ذاته دليل على البون الشاسع -بسبب فقدان الثقة- الذي 38 السائدة( أضحــى قائمًًا بين الجماهيــر المتطلعة إلى انتقال ديمقراطي حقيقي، وبين الأحزاب السياســية عمومًًا واليســار التقليدي بشــكل خاص -الذي طالما كان في السابق هو المظلة السياســية لكافة الاحتجاجات والإضرابات الكبيرة التي عرفها النصف الثاني فبراير في التعبير 20 من القرن العشــرين- والذي لم يتردد في بداية انطلاقة حركة عن موقفه الرافض لها، على غرار باقي الأحزاب الأخرى والتي شملت حزب التقدم والاشــتراكية والعدالة والتنمية، رغم مشــاركة بعض أعضاء شبيبة الاتحادية وشبيبة العدالة والتنمية في هذه الحركة متحد ِِّين بذلك قرارات أحزابهم بعدم المشاركة، ولو ). لكن الأمر مختلف بالنسبة 39 أن ذلك يخفت بعد الإعلان عن المراجعة الدستورية( لمكونات اليســار الجديد/المعارض التي التحقت بالحركة من المجموعات الشبابية والتــي أبرزها حزب النهج الديمقراطي والاشــتراكي الموحد، والطليعة الديمقراطي فبراير عن الدعوة 20 الاشتراكي، وهي التنظيمات التي أعلنت منذ بداية انطلاق حركة )، وبذلك شك ََّلت اختلافًًا وتمايزًًا بالنسبة لليسار التقليدي، 40 لتأييدها والانخراط فيها( جعلها تتصف بمواصفات اليسار المعارض الذي ينحو دائمًًا تجاه الجماهير ويساند مواقفهم، وليس التماهي مع الخطاب الرســمي للســلطة السياسية من أجل التقرب منها والمحافظة على المكانة التي يطمح فيها، وهو ما تأكد بشــكل جلي في حراك الريف؛ حيث خرجت جميع الأحزاب المشك ِِّلة للحكومة آنذاك بما فيها حزبا التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعبََّروا عن رفضهم لهذه الانتفاضة )، في خطوة اســتباقية عن موقف المؤسسة المََلََكية الذي 41 ونشــطوا في مهاجمتها( )؛ الشيء الذي يُُظهر الهاجس الذي بات يحكم 42 اعترف بأحقية المطالب المرفوعة( معظم الأحزاب السياســية بما فيها اليسار التقليدي بالانخراط في عملية التقرب من

Made with FlippingBook Online newsletter