العدد 28 - نوفمبر/تشرين الثاني 2025

171 |

الســابق، ومنذ ذلك الحين بدأت تحيد عن صف المعارضة وتذهب إلى حد تســمية ). إن معالجة هذا التحول تقتضي تقسيم هذا المحور 46 نفســها بالمعارضة القديمة( إلــى فرعيــن، حيث يمكن الحديث فــي الفرع الأول منه عن أبرز معالم مسلســل الاندمــاج منذ الإرهاصات الأولى لمنعطــف التناوب والتي جاءت بعده، والحديث في الفرع الثاني عن ضعف مشاركة اليسار بمختلف تلاوينه داخل النسق المؤسساتي. - مسار الاندماج 1 يمكن ملاحظة مســار اندماج اليســار في الوسط، الذي كان يعارضه في السابق، من خلال مرحلتيــن. المرحلــة الأولى تمثّّلت في مقدمــات وبوادر هذا الاندماج داخل النســق السياسي بشــكل تدريجي. أما المرحلة الثانية فقد تُُو ِِّجت بدخول اليسار في حكومة التناوب، وهو ما ترسّّخت بعده فكرة الاندماج وأصبحت واقعًًا قائمًًا. أ- بوادر الاندماج ، ظهرت " الصلبة " إن إرهاصــات اندماج اليســار التقليــدي والحيد عن المعارضــة بالخصوص مع مؤتمرين: الأول هو المؤتمر الاستثنائي الذي عقده الاتحاد الاشتراكي ، والثاني: المؤتمر الوطني الذي عقده أيض ًًا حزب التقدم 1975 للقوات الشعبية عام والاشتراكية في نفس العام، وأكدا مجموعة من المبادئ ذات التوجه الماركسي من )، والتي ما لبثت أن تبددت مع الزمن. لكن عمومًًا منذ تلك 47 أجل دمقرطة البلاد( الفترة توجه اليســار المعارض نحو الديمقراطيــة والدعوة إلى إصلاح المجتمع من داخل المؤسســات، باعتماد برنامج سياسي يدافع عن الحريات وتطوير الديمقراطية ونزاهــة الانتخابات، والعدالــة الاجتماعية، والمســاواة بين المواطنيــن، ومحاربة ا إلى حكومة التناوب التوافقي، تراجعت ). لكن مع تطور الأحداث وصولًا 48 الفساد( هذه الطروحات النظرية بفعل الواقع، خاصة بعد المشــاركة في حكومة التناوب بناء ،) 49 على انتخابات وُُص ِِفت من طرف بعض المرشحين والمراقبين بأنها غير نزيهة( بــل إن منحــى الاندماج كان قــد بدا واضح ًًا قبلها، وتحديدًًا مع بداية التســعينات، خاصــة بالنســبة لحزب التقدم والاشــتراكية، الــذي تملص مــن التزاماته ومواقفه قبل العرض الأول للتناوب 1992 المشتركة مع الكتلة بتصويته بـ(نعم) على دستور )، بدعوى أن هناك مكتسبات ديمقراطية جديدة قادرة على فتح آفاق 50 ( 1993 ســنة

Made with FlippingBook Online newsletter