العدد 28 - نوفمبر/تشرين الثاني 2025

| 174

يمكن أن يفرز إلا انعدام الاستقرار[...]. إن صاحب الجلالة الحامي الأعلى للدستور والســاهر على وحدتنا الترابية يمكن له أن يســتعمل في أي وقت السلطات الخاصة من أجل الحفاظ على المؤسســات الدســتورية وعلى الاستقرار الحكومي وضمان )، فهذا المقتطف يظهر درجة التحول الكبيرة 63 ( " انســجام المشاريع وفاعلية التسيير التي أبداها الاتحاد الاشــتراكي خلال مسار تطوره، ومنذ مؤتمر المصالحة (المؤتمر ) لم يعد الموقف من تبني شــعار الملكية البرلمانية من طرف الحزب 1984 الرابع يقلق النظام الملكي، لأنه وإن كان لا يزال يرفعها شعارًًا فإنه يرفعها فقط من ناحية الشكل وليس المضمون، أي لم تلتزم ممارسته بما يفرضه هذا الشعار وذلك الموقف ). وبعبارة أخرى أصبح هذا المصطلح (الملكية البرلمانية) 64 مــن ناحية المضمون( إما مســتبعدًًا من بياناته ومقرراته إرضاء للمؤسســة الملكية وتعبيرًًا عن التراجع عنه ا من دون حمولة مفاهيمية وما تقتضيه من تكتيك وخطوات كمطلب، وإما يُُذكر شكلًا إجرائية في سبيل النضال من أجله كمطلب عُُرف به اليسار المغربي تاريخيًًّا. وهكــذا جــاءت حكومة التناوب لتزيل بعض الضبابية التي كانت تخيُُّم فوق مواقف اليسار، ولتقطع الشك باليقين أن اليسار المعارض التقليدي لم يعد كذلك، وأنه أقبل على تحولات مفصلية كان لها تأثيرها على موقعه ومكانته داخل النســق السياســي والمجتمعي بالمغرب ما بعد هذه المرحلة. ب- تأكيد الاندماج منعطفًًا حاســمًًا في مسار المعارضة التاريخية -قبل التناوب- إذ 2002 عرفت ســنة شــك ََّلت فرصــة لاختيار إحدى الخيارين، إما العــودة إلى موقع المعارضة ومحاولة ترميم ما خلََّفته فترة التمهيد للتناوب بل وحتى فترة المشاركة في الحكومة بالنظر إلى هزالة الحصيلة، واستعادة الدور الذي عُُرف به اليسار من قبل، أو القبول بالاستمرار داخل نسق التدبير المؤسساتي وتأكيد الاندماج داخله، وبالتالي إرسال رسائل مطمئنة التي كانت قبل التناوب لن تتجدد " المعارضة التاريخية " للمؤسسة الملكية مفادها أن بعده، وبالتالي لم تعد تشك ِِّل مصدر قلق له، وهذا الخيار الأخير هو الذي استحسنه اليســار نتيجــة لحجم التنازلات الســابقة التي قدمها والتي حالت دون اســتطاعته ) اعتبرها البعض 2002 الاضطلاع بدوره الذي أََلِِفََتْْه القواعد الشعبية. إن هذه السنة ( ســنة فارقة في التاريخ السياســي العريق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

Made with FlippingBook Online newsletter