العدد 28 - نوفمبر/تشرين الثاني 2025

175 |

(واليسار التقليدي بشكل عام) كونه لم يحتج على الإخلال بالمنهجية الديمقراطية، .) 65 التي غضب بسببها عبد الرحمن اليوسفي ورفض الاستمرار في توافق مغلوط( أما الحزب فقد قرر الاستمرار في المشاركة، وبهذا تمت العودة إلى منطق المخزن ). ولعل ما يؤكد هذا بشــكل جلي 66 المتحكم والمهيمن في توجيه الحياة الحزبية( وقبول نتائجها من طرف كل الفاعلين، وبهذا 2007 هــو النجاح في تنظيم انتخابات قد استكمل آخر حلقات مسلسل إدماجه لأحزاب المعارضة التاريخية " القصر " يكون وترويضهــا وتحويلها من أحزاب ذات مشــروعية تاريخية وقدرة تعبوية كبيرة قادرة ،) 67 علــى الضغط على النظام وإحراجه، إلى مجرد أحــزاب عادية مُُقلََّمة الأظافر( " الجوقة " ال الأزهر- سوى مجرد تكملة في فلم تعد بعد ذلك -على حد تعبير عََلَّا )، بمشاركتها في الحكومات الموالية وتحالفها مع الأحزاب التي كانت 68 الحكومية( تنعتهــا بالإداريــة، بل تحالفت حتى مع النقيض الأيديولوجــي المتمثل في الحزب (العدالــة والتنمية) الذي اســتطاع أن يملأ الفراغ الــذي خلََّفه قصور " الإسلامــي " الأحزاب اليسارية التاريخية. هذا التحول على مســتوى الميدان واكبه تحول نظري على مســتوى الأفكار؛ حيث تخلــت عن طروحاتها، وبخاصة عن الثــورة الوطنية والديمقراطية ومقولة الجماهير الشــعبية الكادحة، والأفكار التي طعََّمت بها بياناتها الأيديولوجية (الاشــتراكية من منظــور الاتحاد الاشــتراكي، والمنهج الماركســي والطبقة العاملــة والفلاحين في أدبيات حزب التقدم والاشــتراكية)، وتبنََّت مقولات مجــردة كدولة الحق والقانون مع الترويج لأســاليب غير معهودة في مواقفها الاقتصادية والاجتماعية كالخوصصة والاســتثمار الخاص المباشر واستعمال قاموس ليبرالي، إضافة إلى الامتثال الحرفي لتوصيات البنك الدولي الرامية نحو ليبرالية سوق العمل وفق سياسة تقشفية صارمة )؛ الأمر الذي أدى إلى تراجع الارتباط بين هذا 69 على حســاب الأبعاد الاجتماعية( المكون السياســي وقواعده الشــعبية؛ حيث فقد جزءًًا من خصوصيته داخل المشهد السياسي سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة؛ مما جعل القواعد الشعبية تضعه في موقع مماثل لبقية الأحزاب من حيث التصورات والتمثلات. إبان هذه المرحلة التي أصبح فيها اندماج اليسار التقليدي من المسلََّمات، كان اليسار ) يعيش مرحلة مخاض تنظيمي ساعيًًا إلى الوحدة لبناء حزب يساري كبير 70 الآخر(

Made with FlippingBook Online newsletter