| 178
المؤمنين ويكون سلطة إشراف رمزية. كما تطرح وثيقة الملكية البرلمانية للحزب أن الملك يمارس جميع وظائفه في حدود البنود المكتوبة في الدستور فقط دون تأويل ). وبهذا 80 واســع أو عام لما جاء فيه يتعدى نطاق ما تقرره صراحة مواد الدســتور( تكون الأحزاب اليســارية المعارضة والتي تقبل بقواعد اللعبة السياسية تتوحد حول تصــور واحد لنظام الحكم الواجب أن يســود بالمغــرب والقادر على تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي. كما تتوحد رؤيتها حول قضايا أخرى كالديمقراطية واحترام حقوق الإنســان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، كلها تتطلب إقرار دستور ديمقراطي فـَق عليه ومناقََش من طرف مكونات المجتمع المغربي السياســية والاجتماعية � متوا .) 81 والثقافية والمدنية( أمــا حــزب النهــج الديمقراطي الذي ينفــرد بتوجهه نحو عدم قبــول قواعد اللعبة الانتخابية ويقاطع دائمًًا المحطات الانتخابية، وفاء لإرثه النظري المستمد من أدبيات ، فيرى في تصوره للديمقراطية وبناء دولة " إلى الأمام " المنظمة الماركســية-اللينينية الحق والقانون، أنها تندرج في إطار وضع حد للاستبداد المخزني والحكم الفردي المطلق، وذلك بإقرار دستور ديمقراطي من حيث طريقة بلورته ومضمونه والمصادقة عليه، يضعه مجلس تأسيسي معبِِّر عن إرادة الشعب باعتباره صاحب السيادة ومصدر ا حقيقيًًّا للسلط، كل الســلط. دســتور يقطع مع الحكم الفردي المطلق ويضمن فصلًا ويشــير إلى هوية الشــعب المغربي المتعددة الأبعاد ويساوي بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق والواجبات، كما يرفع القداسة عن المؤسسات والمسؤولين وتكريس حق النقد البنََّاء والمســؤول لأدائها، ويقر فصل الدين عن الدولة ويمنع الاســتغلال )، كما يربط هذا الحزب التغيير الديمقراطي بتحرير اقتصاد البلاد 82 السياسي للدين( من التبعية للمراكز المالية الإمبريالية ومحاربة اقتصاد الريع في إطار برنامج اقتصادي .) 83 متكامل( إن الناظر إلى هذه المكونات اليسارية الجديدة التي باتت تحمل وصف المعارضة، يجــد أنها تتوافق حــول تصوراتها لمجموعــة من القضايا المجتمعية بما ينســجم ، عكــس المعارضة التقليدية التــي أصبح تعبيرها عن " المألوف " والفكر اليســاري المرجعية اليســارية يختلــف اختلافًًا جوهريًًّا عما كانت عليه في الســابق. رغم أن هذه المكونات تختلف هي الأخرى فيما بينها حول بعض القضايا الجزئية كمســألة
Made with FlippingBook Online newsletter