179 |
المشــاركة الانتخابية من عدمها، وطرق ممارســة الصراع، ومســألة التحالفات؛ إذ ا ينحــو نحو التحالف الميداني حتى مع النقيض نجــد حزب النهج الديمقراطي مثلًا الأيديولوجي، المتمثل في جماعة العدل والإحســان التي تُُعد من جماعات الإسلام السياسي الراديكالي كما يُُعد هو أيض ًًا في المقابل من اليسار الراديكالي، لكن عمومًًا يمكن القول: إن التوجه الغالب في هذا اليســار المعارض، وإن كان يحمل مظاهر الاندماج، لا يزال يحمل خطابًًا يساريًًّا معارض ًًا، لكن موقعه داخل البنية المؤسساتية ينبئ بأنه يعيش وضعية متأزمة، وهو ما ستتطرق له الفقرات الموالية. - ضعف المشاركة المؤسساتية 2 إن تلــك الفكرة التي برََّر بها اليســار -خاصة التقليدي- دخولــه التدبير الحكومي والمشــاركة الانتخابية المســتمرة، والتي مفادها أنه ســيناضل من داخل المؤسسات لإقامة الديمقراطية الحقيقية، وأن الاستمرار في المعارضة لن يجدي نفعًًا؛ تكس ََّرت على صخرة الواقع، بعد التنازلات التي قدمتها هذه القوى لفائدة الســلطة السياســية ودخولها النســق دون شــروط؛ ما جعلها تحتل مواقع ضعف في هذه المؤسســات التي كانت تزعم أنها ســتُُحدث التغيير المنشــود من داخلها، وخير دليل على ذلك إلى 2002 المسلســل الانتخابي الذي عرفه المغرب بعد الانتخابات التشــريعية لسنة ، باعتبار الانتخابات هي الآلية الديمقراطية التي 2021 آخر استحقاقات انتخابية لسنة تمك ِِّن الأحزاب السياســية من دخول النسق المؤسساتي والتفاعل فيه، والتي تعكس إلى حد ما -لاســيما في الأنظمة الديمقراطية- مدى حضور وقوة القوى السياســية ، 2002 بالمشهد السياسي.. هذا المسلسل عرف تراجعًًا ملحوظًًا لليسار مقارنة بسنة التي تدحرج فيها الاتحاد الاشــتراكي إلى 2007 وذلــك بالنظــر إلى نتائج انتخابات الصفوف الخلفية وراء الحركة الشــعبية والتجمع الوطني للأحرار مؤدِِّيًًا بذلك ثمن ؛ إذ لم 2015 )، ليتأكد الأمر مع الانتخابات الجماعية لســنة 84 انشــقاقاته المتواترة( % من المقاعد المتحصل 8 . 43 يحصل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سوى على عليهــا على الصعيد الوطني واحتل بذلك الرتبة السادســة وطنيًًّا، أما المكون الثاني %واحتل المرتبة 5 . 61 لليســار التقليدي وهو التقدم والاشــتراكية فحصل على نسبة الســابعة، وبهذه المعطيات العددية يعد الاتحاد الاشــتراكي الخاســر الأول في هذه إلى المرتبة السادسة، 2009 الانتخابات حيث انتقل من المرتبة الرابعة في انتخابات
Made with FlippingBook Online newsletter