181 |
خاتمة من خلال ما ســبق يمكن الوصول إلى نتيجة أساســية تعكس الوضع الحالي لليسار المعــارض، والتــي مفادها أن وظيفة المعارضة في المغرب تاريخيًًّا كان يضطلع بها اليسار -أو يقوم بالدور الأساسي فيها- في مختلف مراحل التطور السياسي المغربي. قـ ًا مــن ذلك، يمكن القول: إن المغرب عرف يســارين معارضين في تاريخه � وانطلا إلى الآن، الأول: هو المعارضة التقليدية التي اندثرت أو كادت ولم تعد تحمل هذا التوصيف؛ إذ أصبحت مجرد أحزاب سياســية لا تختلف في خطابها أو ممارســتها عن باقي الأحزاب الأخرى المستظلة بظل النظام السياسي. أما الثاني، وهو ما يمكن وصفه بالمعارضة اليســارية الجديدة والتي تضم حزب فيدرالية اليســار الديمقراطي والاشتراكي الموحد وحزب النهج الديمقراطي العمالي، فهذه المعارضة هي الأخرى ضعيفة من حيث حضورها وقوتها الميدانية، لكن ما يميزها هو أنها ما زالت تحمل خطابًًا وممارســة راديكاليين -إلى حد ما- مختلفيْْن ينزعان نحو فترة قوة المعارضة اليســارية، لكنها تظل ضعيفة التأثير ولا تســتطيع القيام بأدوارها التي تنادي به في خطاباتها، مما يمكن معه القول: إنها تعيش أزمة مقارنة بما كانت عليه في السابق. المراجع ، 2009 ، سنة 14 ) عبد الحي مودن، اليسار المغربي: الفكرة والممارسة، الدفاتر الزرقاء، العدد 1 ( . 6 ص ) قوة اليســار التي طبعت مســاره السياســي إبان الفترة الزمنية المحصورة بين حصول المغرب 2 ( على اســتقلاله والمشــاركة في حكومة التناوب، لا يُُعنى بها أن هذا المكون السياســي قد عرف ا، وإنما تجلََّت قوته في انخراطه الشعبي ووجوده مرحلة ذهبية كبيرة على مستوى الانتخابات مثالًا على مســتوى العديد من المنظمات الموازية التي كانت تشــك ِِّل ســندًًا له، والدور الذي كان يلعبه في التوازنات داخل الساحة السياسية؛ حيث كان يشكل أحد أطراف المعادلة التي كانت المؤسسة الملكية تشك ِِّل طرفها الثاني، كما تجلََّت مظاهر قوته أيض ًًا في صموده أمام القمع الذي كان يتلقاه من طرف السلطة السياسية؛ مما كان يعكس مقدار قوته وحضوره الموضوعي على مستوى المشهد السياسي. ينظر: أيوب المريني، تحولات اليسار المعارض في المغرب: سؤال القوة داخل النسق السياسي، . 2025 ، 553 مجلة المستقبل العربي، عدد
Made with FlippingBook Online newsletter