| 198
)، والتفكير Creativity على ثلاثة أبعاد أساسية في المجال العسكري وهي: الإبداع ( ). فالإبــداع هو المرحلة Innovation والابتــكار ( ( Design thinking التصميمــي ( الأولى التي يتم فيها توليد الأفكار الجديدة. أما التفكير التصميمي فهو العملية التي من خلالها يتم تحويل هذه الأفكار إلى حلول قابلة للتنفيذ، ويمثل الابتكار الطريقة التي من خلالها يتم تنفيذ هذه الأفكار بحيث تُُحدث فرقًًا وتغييرًًا حقيقيًًّا في الواقع. ولتحقيق ذلك لابد من محاربة الجمود العقلي، والتفكير التقليدي، وضرورة اتباع نهج التجديد المســتمر في الأفكار، والإستراتيجيات، والمرونة، والتكيف مع التهديدات ). ويؤكد المؤلفان أن Cognitive agility الجديدة... وهو ما تتيحه المرونة المعرفية ( الابتكار ينبغي ألا يكون بلا ضوابط، بل من المهم أن يكون ضمن الحدود الأخلاقية والقانونية ومحترمًًا لعلاقات الدولة الخارجية. فصول الكتاب يتألف الكتاب من خمســة فصول تمحور مضمونها حول مفهوم التفكير التصميمي العسكري، وكيفية تنمية العقليات الإبداعية، وتحليل القيود المؤسسية والتنظيمية التي تعيق الابتكار وتكرس الجمود داخل المؤسسة العسكرية، وتقديم إطار يؤخذ مسارًًا إستراتيجيًًّا ويقود نحو ثقافة عسكرية قادرة على الابتكار والتكيف. تســتند الأطروحة الأساســية للفصــل الأول على الطرح القائل بــأن الاعتماد على نجاحات الماضي واستنســاخ الانتصارات الســابقة لم يعد كافيًًا للحكم على فاعلية الجيوش وقدرتها على مواجهة التحديات والأحداث غير المتوقعة وغير المســبوقة، كما أنه يعيق الانفتاح والتغيير. لذلك، فلابد من تبني عملية تحوُُّل معرفي وتنظيمي للمؤسســات العســكرية، وإعادة صياغة الإستراتيجية العسكرية. وعلى هذا الأساس ا على النحو ينطلق المؤلفان في تحليلهما من إشــكالية محورية يمكن صوغها سؤالًا التالي: كيف يمكن للمؤسسات العسكرية أن تتكيف مع بيئات معقدة وسريعة التغيير؟ أي بعبارة أخرى: كيف يمكن دمج الابتكار ضمن البيئة العســكرية والأمنية الغالب عليها طابع التعقيد؟ لأنه من المعروف أن التفكير التقليدي للمؤسســات العســكرية التقليدية لم يعد مواكبًًا لمواجهة التهديدات الهجينة للأمن القومي في القرن الحادي والعشرين، والتي تتسم بسرعة التطور وعدم القابلية للتنبؤ. كما أن ساحات المعارك
Made with FlippingBook Online newsletter