25 |
وكان البريطانيون قد كسروا قبل ذلك شوكة القواسم، ودمروا سفنهم وحصونهم، في ا ًا . لذلك يمكن اعتبار هذه الاتفاقية تحول 1819 الطاحنة، عام " معركة رأس الخيمة " في الميزان الإســتراتيجي في الخليج، وبداية تغلغل بريطاني عميق في المنطقة دام نحو قرن ونصف قرن. وقد صادق على هذه الاتفاقية شيوخ أبو ظبي، ورأس الخيمة، والشارقة، وعجمان، وأم القيويــن، ودبــي، وجزيــرة الحمراء. ثــم انضمت إليها البحريــن فيما بعد في العام ذاته، ثم مســقط بعد ذلك بعامين. وعُُرفت الإمارات التي وقََّعت الاتفاقية في . لكن قطر لم تكن " إمارات الساحل المتصالحة " الاصطلاح السياسي البريطاني باسم يـ ًا حقبة النفوذ البريطاني على ضفاف � التي دشــنت عمل 1820 جــزءًًا من اتفاقية عام الخليج. ويمكن تفســير هذا الأمر بأحد تفســيرين: أولهما أن قطر كانت أكبر حجمًًا من البحرين بكثير، وكانت السيطرة عليها أصعب من السيطرة على البحرين التي هي ). لكننا لا نرى 39 جزيرة معزولة، ويسهل احتواؤها، وهذا هو رأي المؤرخ فرومهيرز( أن بريطانيا كانت عاجزة عن الســيطرة العسكرية على قطر آنذاك، كما سيطرت على غيرها من الإمارات العربية. والتفســير الثاني هو أن قطر لم تكن تبلورت فيها هوية سياســية واضحة في بداية القرن التاســع عشر، وإنما تبلورت في قطر كينونة سياسية واضحة مع صعود الشيخ . وهذا التفســير الثاني يصلح 1851 محمــد بن ثاني منتصف القرن، ابتداء من العام لفهم الأمور في النصف الأول من القرن التاسع عشر، لا فيما بعد ذلك. وإلا فلماذا لــم تنجــح بريطانيا في ضم قطر إلى الاتفاقيات اللاحقة بعد تبلورها كيانًًا سياســيًًّا واضح المعالم بقيادة الشــيخ محمد بن ثاني ونجله الشــيخ جاســم بعد ذلك؟ ومن اتفاقية منع اســتيراد العبيد من إفريقيا على متن الســفن التي تملكها " هذه الاتفاقيات الهدنة " ، و 1847 ، عام " البحرين والإمارات المهادِِنة والســماح بتفتيش تلك الســفن اتفاقيات " ، التي تمنع أي اعتداء في البحــار، وعدة 1857 ، عــام " البحريــة الدائمــة أخرى تمنع شــيوخ الإمارات العربية بســواحل الخليج من الدخول في أي " حصرية حلف أو اتفاق مع أي دولة أخرى باستثناء الإمبراطورية البريطانية. واللافــت للنظــر أن قطر لم تكن جزءًًا من أي من هذه الاتفاقيات مع بريطانيا، حتى تلك التي صيغت في ختام القرن التاسع عشر، وبعد أن أصبحت قطر إمارة مهمة ذات
Made with FlippingBook Online newsletter