| 26
شــأن ووزن في عهد الشــيخ جاسم. واستمر الأمر على هذه الحال من الابتعاد عن ، أي خلال انهيار 1916 الدخول مع بريطانيا في أي اتفاقية حماية أو وصاية لغاية العام الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى. فكانت اتفاقية الحماية التي وقََّعها خاتمة المعاهدات التــي مهََرََها أمراء إمارات الخليج " الشــيخ عبــد الله مع بريطانيا .) 40 ( " العربية مع الإمبراطورية العظمى فعلاقــة قطر تاريخيًًّا بالإمبراطورية البريطانية تختلــف اختلافًًا جوهريًًّا عن علاقات الإمــارات العربيــة الأخرى على ضفاف الخليج. ولعــل هذا الأمر يزك ِِّي ما لاحظته نشأت وتطورت خارج نطاق المسار العام " روزماري زحلان بذكاء من أن دولة قطر ). وهنا تبدو كل التفســيرات 41 ( " للحوادث التي شــهدها الخليج والجزيرة العربية التاريخية لعدم انضمام قطر لاتفاقيات الحماية البريطانية طيلة القرن التاسع عشر غير مقنعة، باستثناء التفسير الذي تتبناه هذه الدراسة، وهو أن الآباء المؤسسين لدولة قطر -خصوص ًًا الشيخ جاسم- اختطوا لأنفسهم مسارًًا يختلف عن مسارات جيرانهم في علاقتهم ببريطانيا، عن وعي وإصرار على استقلال القرار القطري، واستثمار للصراع الدولي على المنطقة لتحقيق ذلك، وأن صلتهم بالعثمانيين المسلمين كانت أوثق من صلة جيرانهم الآخرين بالعثمانيين. وثمة تفصيل تاريخي مهم في هذا المضمار، وهو أن أغلب أمراء الخليج والجزيرة العربيــة كان يلازمهم مستشــارون بريطانيون، ولــم يكن الأمر كذلك مع أمراء قطر. فالأدوار التي تولاها ضباط بريطانيا وجواسيســها فــي صحبة قادة المنطقة معلومة، خصوص ًًا في نهاية القرن التاســع عشــر وبداية القرن العشــرين، ومن هؤلاء النقيب )، وتوماس لورنس 1960 - 1885 )، وجون فيلبــي ( 1915 - 1878 ويليــام شكســبير ( ). كما أن غالب أمراء المنطقة كانوا 1926 - 1868 )، وغيرتــرود بيــل ( 1935 - 1888 ( ا ، بل ولا استلموه من ا من بريطانيا، ولم يســتلم أمراء قطر منها مالًا يســتلمون أموالًا الإمبراطورية العثمانية، حينما كانت قطر تحت المظلة العثمانية، كما سنرى لاحقًًا. لقــد افتتح الشــيخ محمد بن ثاني بناء العلاقات مــع بريطانيا، والحصول منها على اعتراف رســمي به حاكمًًا لقطر، دون أن ينضم لاتفاقيات بريطانيا مع أمراء الســاحل س ـ ًا لبريطانيا خلال حكم الشــيخ محمد، � الخليجي. ولم يكن الحضور العثماني مناف وإنما كان ظل بريطانيا الطويل يخيم على ســواحل الخليج دون منازع. أما الشــيخ
Made with FlippingBook Online newsletter