| 36
انحسار مساحات المناورة ، 1913 عند وفاة الشــيخ جاسم، وتولِِّي نجله، الشــيخ عبد الله، مقاليد الأمور، عام ا عميقًًا، ألقى بظلاله على قطر وعلى الخليج والجزيرة كانت البيئة الدولية تشهد تحولًا العربية، وقلََّص مساحة المناورة أمام الأمير الجديد. فقد ترس ََّخ النفوذ البريطاني في المنطقة على حســاب الدولة العثمانية التي عانت قبيل الحرب العالمية هزائم قاسية في البلقان وليبيا ومناطق أخرى من أطرافها، ثم انهار بنيانها أثناء الحرب، ولم تعد قادرة على صيانة نفوذها في قطر وســواحل الخليج. ولم يكن القوميون الأتراك من ، 1909 الذين أطاحوا بالســلطان عبد الحميد الثاني، عام " الاتحاد والترقي " جماعة حريصين على بقاء الدولة العثمانية مظلة للشعوب العربية والإسلامية، بما فيها منطقة الجزيرة العربية. وفي هذا الســياق، تعاظم طموح بريطانيا إلى ضم قطر لحمايتها بشكل مباشر، لكي تكمل إحكام القبضة على مياه الخليج وسواحله. وهكذا بدأ التفاوض بين العثمانيين ميثاق " والبريطانيين بشأن قطر قبيل وفاة الشيخ جاسم، وانتهى بالتوصل إلى مشروع ، تتنازل بموجبه الدولة العثمانية عن سيادتها على 1913 ، منتصف العام " أنجلو-تركي قطر، مع اشــتراطها على البريطانيين أن تبقى قطر تحت حكم الشــيخ جاســم، وفاء ). بيد أن اندلاع الحرب العالمية الأولى حال 65 لصلاته التاريخية الوثيقة بالعثمانيين( دون التوقيع النهائي على الاتفاق. وحينما انضمت الدولة العثمانية إلى المحور ضد بريطانيــا وحلفائهــا، لم يعد البريطانيون يهتمون بالتفاهم مع العثمانيين بشــأن قطر. في إطار خطة لتطويق التحالف العثماني- " بــل حرصوا على إخراجهم منهــا بالقوة .) 66 ( " الألماني في منطقة الخليج كان أمير قطر الجديد حينها، الشــيخ عبد الله بن جاســم، مفاوِِض ًًا ذكيًًّا ومســتوعِِبًًا للتحولات الدولية وأثرها على قطر، وقد أدرك أن هامش المناورة الذي كان يملكه والده، الشــيخ جاســم، تجاه البريطانيين أصبح ضيقًًا للغايــة. فلم يعد من الممكن مســاومة البريطانيين باستخدام القوة العثمانية، خصوص ًًا بعد رحيل الحامية العثمانية انفراد بريطانيا بالعمل وحدها في قطر، بعد أن مهََّدت لها " ، و 1915 مــن قطر، عــام )، بل كان لابد من التكيف مع عصر انفراد بريطانيا بالسطوة 67 ( " الظروف الدولية ذلك العسكرية والسياسية في المنطقة.
Made with FlippingBook Online newsletter