العدد 28 - نوفمبر/تشرين الثاني 2025

| 50

جمركيــة علــى كل دول العالم التي تشــترك معها في التجــارة الدولية، تحت مبرر معالجة العجز التجاري والشروط غير العادلة للتبادل التجاري؛ مما يُُتوقع أن يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على هذه الدول، كل حسب ظرفه الاقتصادي. ســنحاول في هذا البحث التركيز على الآثار المحتملة للسياســة التجارية الجديدة للولايــات المتحدة الأميركية على دول مجلس التعاون الخليجي، وســنبدأ بتحليل دوافع ومبررات الولايات المتحدة لتبني هذه السياسة، لكي نتمكن من متابعة الآثار المحتملة على دول المنطقة. ينطلق البحث مــن فرضية مفادها أن الفائــض التجاري للولايات فرضيــة البحــث: المتحدة مع دول مجلس التعاون الخليجي يجنِِّب هذه الدول التأثير المباشر للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لكنها (أي دول مجلس التعاون الخليجي) سوف تواجه تأثيرًًا غير مباشر نتيجة لهذه الرسوم. لم يكن الاهتمام بمتابعة الآثار الاقتصادية للسياســة التجارية الدراســات الســابقة: الأميركيــة وليــد اللحظة؛ فقد تناولها الباحثون منذ الولاية الأولى للرئيس الأميركي، . غير أن هذا الاهتمام أخذ يتصاعد بشكل ملحوظ في 2016 دونالد ترامب، في عام حيــن أعلنت الإدارة الأميركية فرض 2025 الولايــة الثانية، ولاســيما في مطلع عام رســوم جمركية على معظم شــركائها التجاريين. وقد تركز أغلب الدراسات السابقة على تحليل الانعكاســات الاقتصادية لهذه الرســوم على الاقتصاد العالمي عمومًًا، ويمكن الإشارة إلى أبرزها فيما يلي: • ، والتي خلصت إلى Foreign Affairs دراســة إسوار براساد المنشورة في موقع أن عصر التجارة الدولية القائم على قواعد أسهمت الولايات المتحدة في إنشائها قــد وصــل إلى نهايته؛ إذ اختارت إدارة ترامب -بدلًا من إصلاح هذه القواعد- تقويض النظام بأكمله، دون تمييز بين الشركاء التجاريين. ورجحت الدراسة أن عصر التجارة الحرة الذي ساد لعقود لن تكون عودته أمرًا مرجحًا. • المنشورة في صحيفة الإيكونوميست، التي تناولت تأثير Akrur Barua دراســة الرســوم الجمركية على الاقتصاد العالمي والنمو الاقتصادي، وتوقعت أن تسهم هذه الرســوم في إضعاف النمو العالمي ودفعه نحو الركود. غير أن الدراســة لم

Made with FlippingBook Online newsletter