| 56
لصالحها. في حين أن هناك احتمالًا آخر يتمثل في فرض رسوم مضادة من قبل تلك الدول، وهو ما فعلته الصين ويدرس الاتحاد الأوروبي القيام بالمثل؛ الأمر الذي يُعرِّض الشركات الأميركية لضغوط كبيرة. 3 . جاءت إجراءات الإدارة الأميركية مفاجئة ليس لدول العالم فحسب، بل للمواطن الأميركــي أيضًا؛ إذ تبين أنه غير مســتعد لتحمل تكاليف ارتفاع الأســعار؛ مما انعكس في صورة احتجاجات شعبية. كما أن الفترة الزمنية التي حددتها الإدارة الأميركية لجني مكاسب هذه السياسة -والمقدَّرة بنحو سنة تقريبًا- ليست مؤكدة التحمل من جانب المســتهلك. وبالفعل، ظل البنك الفيدرالي الأميركي مترددًا في مســألة تخفيض معدل الفائدة بســبب حالة عدم اليقين من آثار سياسة فرض الرســوم، كمــا جاء في تقرير مجلس الاحتياطــي الفيدرالي الأميركي، في نهاية ، مما اضطره إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير تحت تأثير 2025 يونيو/حزيران علامــات تباطؤ الاقتصاد وخطر ارتفاع التضخم الناجم عن الرســوم الجمركية الأميركية على الواردات وتصاعد التوترات في الشــرق الأوسط. وقد أبقى سعر %، وذلك للمــرة الرابعة في العام 4 . 5 – % 4 . 25 الفائــدة المرجعي ضمــن نطاق الجاري. كما خفَّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي توقعاته لنمو الاقتصاد %. ورفع توقعاته 1 . 7 %، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 1 . 4 إلى 2025 خلال عام % في التقديرات الســابقة. وفيما 4 . 4 % مقابل 4 . 5 إلى 2025 لمعدل البطالة في % خلال العام المقبل، ارتفاعًا من 3 يخص التضخم، توقَّع المجلس أن يســجل .) 6 % في تقديراته السابقة( 2 . 7 وفق هذه المؤشرات والتوقعات، فإن تتبع مسار تأثير الرسوم الجمركية على المستوى الإقليمي يتعين ألا يكون وفق مســار واحد، فليس بالضرورة أن يكون الأثر المباشر مشــابهًًا لمسار الأثر غير المباشر. وهذا ينطبق تمامًًا على حالة دول مجلس التعاون الخليجي. فقبل الإعلان عن الرســوم الشــاملة من قبل الإدارة الأميركية، لم يتوقع أحد أن تشــمل القائمــة دول مجلس التعاون الخليجي لاعتبــارات عديدة، أهمها: قوة العلاقات الإســتراتيجية بين الولايات المتحدة وهذه الدول، والتوقعات المتعلقة بضخامة حجم الاستثمارات، خصوص ًًا في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تنوي دول مثل السعودية والإمارات توجيهها إلى الولايات المتحدة.
Made with FlippingBook Online newsletter