65 |
حدََّتها. وبغض النظر عما ســتؤول إليه المفاوضات المنوي إجراؤها بين الشــركاء التجارييــن مــع الولايات المتحدة، فإنه لابد من الإقرار بأن النظام التجاري العالمي يسير نحو ترتيبات جديدة، وأن قواعد حرية التجارة العالمية تعرََّضت لصدمة كبيرة. ووفق هذا، يتعين على الدول أن تعيد النظر في إستراتيجيات التجارة الخارجية، كل بحســب خصائصها الاقتصادية وموقعها الجغرافي. ووفـــقًًا للمعطيات الراهنة، فإن خطــوات مقترحة نتوقع أن تكون مفيدة في مواجهة الآثار المحتملة للنزاع التجاري بين أقطاب التجارة الدولية تأتي على النحو التالي: 1 . تعزيــز التعاون والتنســيق بيــن دول مجلس التعاون ســيكون فاعلًا في تحديد اتجاهات التجارة الدولية لدول المنطقة، لأن العامل الجغرافي سيلعب دورًا في رسم اتجاهات التجارة الدولية في المرحلة القادمة. 2 . منح القطاع الخاص مســاحة أوســع للمبادرة في نشــاط التجارة الخارجية، لما يتمتــع بــه من مرونة أعلى في التكيف مع القيود التجارية وفق معطيات الأرباح والتكاليف. 3 . يتعيــن على دول المنطقة المصدِّرة للغاز دراســة التغييرات العالمية في ســوق الطاقة من خلال وضع إســتراتيجية تســويقية تراعي هذه المتغيرات للمحافظة على الحصص التسويقية، وبشكل خاص في الأسواق الآسيوية. 4 . لا تزال التجارة البينية بين دول مجلس التعاون الخليجي دون مســتوى الطموح .) 17 ( 2023 مليار دولار في عام 132 وإن كانت تتجه نحو الارتفاع؛ إذ سجَّلت % من إجمالي التجارة الخارجية لدول 11 وهذه نســبة قليلة لا تشــكِّل ســوى ). ويُعَد التفاوت في 18 % في دول الاتحاد الأوروبي( 70 المجلس، مقارنة بنسبة القدرة المالية بين الدول الأعضاء ســببًا مُعيقًا لمزيد من التكامل؛ لذا فإن النظر في التحول من حالة التحالف الإســتراتيجي إلى تشــكيل قوة اقتصادية متكاملة تراعي المصالح الوطنية لكل دولة، خطوة مهمة لمواجهة رياح القيود التجارية. 5 . الاتفاقــات التجاريــة الثنائية، وسياســة المحاور التجارية مــع تكتلات ومناطق اقتصادية دولية، وتنويع الخارطة التجارية، ســتكون مفيدة لاســتقرار السياســة التجارية لدول مجلس التعاون الخليجي.
Made with FlippingBook Online newsletter