87 |
خامس ًًا: مستقبل المنظمات الإقليمية في ظل علاقتها بالأمم المتحدة تشــك ِِّل الأمــم المتحدة المظلة الدولية الأكبر التــي تجمع الدول تحت نظام عالمي يهــدف إلى تحقيق الســلم والأمــن والاســتقرار والتنمية المســتدامة، بينما تعمل المنظمات الإقليمية على تحقيق هذه الأهداف ضمن نطاقها الجغرافي المحدد. ومع تزايد التحديات العالمية، أصبحت مســألة التعاون بين الطرفين ملح ََّة لضمان تكامل الجهود وتعزيز فاعلية الحلول الإقليمية للمشــكلات الدولية. وفي هذا السياق، ثمة العديد من المسائل التي تحتاج إلى أخذها في الاعتبار في علاقة الطرفين، منها: . تعزيز التكامل 1 يمكــن تحقيــق التكامل بين المنظمات الإقليميــة والأمم المتحدة من خلال تطوير شــراكات إســتراتيجية تعزز من قدرة المنظمات الإقليمية على الاستفادة من الموارد والخبــرات التي توفرها الأمم المتحدة، ســواء في مجالات التنمية، وحفظ السلام، ). ويمكن أن يعزز تبني آليات تنســيق مؤسســية 56 أو مواجهة الأزمات الإنســانية( من فاعلية العمل المشــترك. فعلى ســبيل المثال، يمكن تعزيز التنســيق بين مجلس الأمــن والمنظمــات الإقليمية المعنية بحل النزاعــات لضمان تدخل أكثر فاعلية في الأزمــات الإقليميــة. كما أن إشــراك المنظمات الإقليمية فــي عمليات صنع القرار على المســتوى الدولي سيســهم في تحقيق توازن أفضل بين الاســتجابات العالمية والاحتياجات الإقليمية الخاصة. ويمكن أن تســتفيد المنظمات الإقليمية من الدعم التقني واللوجيستي الذي توفره الأمم المتحدة، سواء في مجالات التدريب، أو تطوير القدرات، أو دعم البنية التحتية. ويمكن للأمم المتحدة تقديم مساعدات تقنية لتعزيز نظم الحوكمة داخل المنظمات الإقليمية؛ مما يسهم في تحسين أدائها وقدرتها على .) 57 تنفيذ برامج تنموية أكثر استدامة( . تحقيق الاستقلالية وتقليل الاعتماد على الأمم المتحدة 2 رغم أهمية التعاون مع الأمم المتحدة، تواجه المنظمات الإقليمية تحديًًا في تحقيق التــوازن بين تعزيز هذا التعاون وبين الحفاظ على اســتقلالية قراراتها. في كثير من الحــالات، يعتمد نجاح المنظمات الإقليمية على مدى قدرتها على تبني سياســات إقليميــة تعكس مصالح الدول الأعضــاء، دون أن تكون خاضعة بالكامل لتوجهات
Made with FlippingBook Online newsletter