المجلس
71 شواطئ
17
16
Shawati’ 71
Al Majlis - Forums of Exchange
ومــن جهــة أخــرى، تُتيــح فعاليّــات ضخمــة مثــل “مهرجــان ســكّة للفنــون والتّصميــم”، إلــى جانــب الـورش المسـتمرّة ومبـادرات الفـن فـي الأماكن العامة التـي تُقـام علـى مـدار السّــنة، الفرصـة لـكل مـن يحمـل فكـرة أو شـغفاً، سـواء أكان فنّانـا متمرّسـا أو مبتدئـاً، ليخطــو خطواتــه الأولــى ويضيــف لمســته الخاصّــة. نفتــح المنصّــات للجميــع، لأنّنــا نؤمــن بــأن المشــاركة هــي مــا يصنــع الانتمــاء، وأن المدينــة تصبــح “بيتــاً” حيــن يــرى ســكّانها أنفســهم فيهــا، لا كمتفرّجيــن، بــل أُطلقــت مؤخّــرا “اســتراتيجيّة قطــاع التّصميــم مركــزا عالميّــا ّ ”، بهــدف ترســيخ مكانــة دُبــي 2033 للتميّــز فــي التّصميــم، مــن خــال أهــداف تشــمل التّعليــم، ودعــم الشّــركات المحليّــة، واســتضافة الفعاليّــات الدوليّــة. كيــف تريــن تأثيــر هــذه الاسـتراتيجيّة علـى الاقتصـاد الإبداعـي فـي دُبـيّ؟ تُمثّــل هــذه الاســتراتيجيّة تحــوّلا حقيقيّــا فــي الطريقــة التــي ننظــر بهــا إلــى التّصميــم كمحــرّك اقتصــادي فعّــال. لدينــا فعــا قاعــدة متينــة ننطلــق منهــا؛ فدُبــي مُعتــرف بهــا كأوّل مدينــة مبدعــة فــي التّصميــم فــي منطقــة الشــرق الأوســط وشــمال إفريقيــا، ضمــن شــبكة اليونســكو للمــدن المبدعــة. نحــن لا نبــدأ مــن الصّفــر، بــل نرتقــي مــن موقــع قــوّةٍ، مــع أهــداف واضحــة وقابلــة للقيــاس. كصنّــاع محتــوى وهويــة. المبادرات الاستراتيجيّة أوّلاً، الاســتراتيجيّة توسّــع دائــرة التّعليــم، عبــر رفــع ، %20 معــدّلات الالتحــاق ببرامــج التّصميــم بنســبة مـا يعنـي دخـول المزيـد مـن المواهـب الصّاعـدة إلـى الفصــول الدراســيّة، وهــذا يُعــد اســتثمارا طويــل
النّــاس. وهــذه هــي البوصلــة التــي أعــود إليهــا كل يــوم. عامــا للمجتمــع، 2025 مــع إعــان أُعيــد تســليط الضّــوء علــى التّماســك الاجتماعــي والهويّــة الجماعيّــة. كيــف للثّقافــة” مبادراتهــا فــي ّ تُنسّــق “دُبــي مجـالات الفنـون والتّصميـم والآداب مـع هــذا التوجّــه الوطنــي لتعزيــز المشــاركة الثقافيّــة وترسـيخ الشـعور بالانتمـاء فـي مجتمــع متنــوّع؟ روح “يــدا بيــد”، التــي يُجسّــدها عــام المجتمــع، هــي النقطــة المرجعيــة التــي توجّــه كثيــرا مــن عملنــا هــذا العــام. نحــن لا نعمـل علـى المشـاريع مـن أجـل المجتمـع فحسـب، بـل معـه. نبـدأ دائمـا مـن الميـدان، بالتّعــاون مــع الأحيــاء، والمــدارس، والشــركاء الثقافيّيــن، لنصمّــم البرامــج بشــكل مشــترك يُعبّــر عــن تنــوّع الأصــوات والـرّؤى. ومـن أبـرز الأمثلـة علـى ذلك حملة “إرث دُبــيّ” التــي أطلقهــا ســمو الشــيخ حمــدان بــن محمــد بــن راشــد آل مكتــوم، ولــي عهــد دُبــيّ، نائــب رئيــس مجلــس الــوزراء، وزيــر الدّفــاع، ورئيــس المجلــس التنفيـذي لإمـارة دُبـيّ. تجمـع هـذه الحملـة قصصـا وصـورا وذكريـات شـخصيّة توثّــق تحــوّل دُبــي كمــا عاشــه النّــاس بأنفســهم. مــا نــراه اليــوم فــي المعــارض والقــراءات والمجسّــمات الفنيّــة فــي المســاحات العامّــة، مــا هــو إلا امتــداد لتلــك الرّوايــات التــي تُعيــد للنّــاس إحساســهم بأنّهــم جــزء حــي مــن حكايــة دُبــي الكبــرى.
وهــذا يعنــي دعــم الفنّانيــن المحليّيــن فــي كل مرحلــة مــن رحلتهــم، وإيجــاد ســبل جديــدة لعــرض أعمالهــم، ســواء هنــا فــي دُبــي أو خارجهــا. وتظــل رؤيتنــا الأساســيّة هــي ترســيخ مكانـة دُبـي مركزا عالميّــا للثّقافة، وحاضنة للإبــداع، وملتقــى للمواهــب. ومــن خــال تشــجيع التّبــادل الثقافــي وبنــاء شــراكات دوليّــة قويّــةٍ، نسـعى دائمـا إلـى المحافظـة علــى بقــاء المدينــة منفتحــة علــى الأفــكار الجديـدة والأصـوات الإبداعيّــة مـن جميـع أنحــاء العالــم. تتمتّعيــن بخلفيــة راســخة فــي التســويق والاتّصـال؛ كيـف تؤثّــر هـذه التجربـة فـي أســلوبك القيــاديّ، ونهجــك فــي صياغــة الاســتراتيجيّة الثقافيّــة؟ تركت تجربتي في عالم التسويق والاتّصال بصمتها العميقة في طريقتي في القيادة، وفي كيفيّة رسم التوجّه الاستراتيجي لـ “دُبي للثّقافة”. في مراحل سابقةٍ، كان تركيزي منصبّا على رواية قصّتنا: تسليط الضّوء على رسالتنا، وعلى محطّاتنا المفصليّة. أمّا اليوم، فأنا أسهم في حشد جهود الهيئة من أجل تعزيز موقع دُبي مركزا للإبداع والابتكار. مــا تعلّمتــه خــال تلــك الســنوات، هــو أن النّــاس لا يتفاعلــون مــع الرســائل المصمّمــة بعنايــةٍ، بقــدر مــا يســتجيبون لمــا هــو صــادق وحقيقــيّ. ولهــذا، أحــرص دائمــا علــى قضــاء الوقــت مــع الفنّانيــن، والحرفيّيــن، والمؤسّســات الإبداعيّــة؛ أسـتمع إلـى حكاياتهـم، وأفهـم مـا يُلهمهـم، وأصغــي إلــى مــا يواجهونــه مــن تحدّيــات. هـذه التّفاصيـل الإنسـانيّة ليسـت هامشـيّة، بـل هـي مـا يُصـوّغ قراراتنـا، ويُبقـي عملنـا مرتبطــا بالنّــاس وبمحيطنــا. جانــب آخــر مهــم فــي تجربتــي هــو قــوّة الســرد البصــريّ؛ فالتصميــم برأيــي لغــة كاملــة، قــادرة علــى مامســة العاطفــة، واســتدعاء الذّاكــرة، وإلهــام الطمــوح... أحيانــا فــي لحظــة واحــدة فقــط. ومن خال عملي الطويل في بناء العامات التجاريّة على اختاف أنواعها، أدركت أن الثّبات على المبادئ أمر مهمّ، ولكن القدرة على التكيّف هي المفتاح. فالفنون لا تعرف الجمود، ونحن كذلك. ولكن التحدّي الحقيقي يكمن في الحفاظ على هذا التّوازن: أن نظـــــل أوفياء لقيمنـــــــا الجوهريّــــــــة، ونحافـــــــــظ علــــى ثوابتنــــــا، مـــــن دون أن ننفصل عن حركة المجتمع وما يدور من حولنا في العالم. وفــي نهايــة المطــاف، ســواء كنّــا نتحــدّث عــن التّســويق أو الثّقافــة، فــإن القيــادة النّاجحــة لا تُقــاس بالكلمــات، بــل بالأفعــال التــي تُحــدث فرقــا حقيقيّــا فــي حيــاة
الأمـد فـي العقـول. كمـا أنّنـا نوفّــر اسـتوديوهات عمـل شركـــــة ناشئـــــــة، مـا 500 مشتركـــــة، وتمويـا أوّليـا لــ يمنـــــــح الخرّيجيــن طريقـــــــــا مباشــــــرا مــــــن الفكـــــــرة إلــى السّــوق، مــن دون الحاجــة إلــى مغــادرة المدينــة للنمــو أو التوسّــع. ثانيـاً، نُكثّــف نقـاط التّاقـي مـع العالـم، عبـر اسـتضافة ماييــن 4 فعاليّــة دوليّــةٍ، واســتقطاب 100 أكثــر مــن زائــر ســنويّاً، مــا يخلــق بيئــة نابضــة يتفاعــل فيهــا المصمّمــون المحليّــون مــع نظرائهــم العالميّيــن، والمشــترين، والمهتمّيــن مــن كل أقطــاب العالــم. هــذا الحــراك لا يُغــذّي التّصميــم فحســـــــب، بــل ينعكــــــــس علــــــــــــى قطاعــات موازيـــــــة مثــل الأزيــاء، والهندســة المعماريّــة، وابتــكار المنتجــات، ويفتـــــــــــح فـــــــرص عمــــــــــــل تتجـــــــــاوز الإطـــــــار الثقافـــــــي التقليــديّ. وثالثــاً، نحــرص علــى توفيــر الدّعــم فــي اللّحظــات الحاســمة. فعلــى ســبيل المثــال، ســنواصل رعايــة “أســبوع دُبــي للتّصميــم” ضمــن برنامــج “منحــة دُبــي الثقافيّــة”، مــا يتيــح للمصمّميــن الإماراتيّيــن الصّاعديــن تغطيــة تكاليــف مشــاركتهم. هــذا يعنــي ببســاطةٍ، أن طالبــا جامعيّــا يمكنــه ابتــكار نمــوذج أوّلــي، والحصــول علــى التّوجيــه والإرشــاد، وعــرض عملـه النهائـي أمـام الإعـام الدولـيّ، وكل ذلـك ضمـن منظومــة واحــدة متكاملــة. كيـف تعمليـن علـى بنـاء منظومـة ثقافيّــة مسـتدامة للفنّانيــن والكتّــاب فــي دُبــيّ؟ وكيــف تنســجم هــذه الجهــود مــع رؤيتــك الأوســع للرّيــادة الثقافيّــة؟ بالنّسـبة لـي، بنـاء منظومـة ثقافيّــة مسـتدامة لا يعنـي فقــط توفيــر الدّعــم، بــل توفيــر الوقــت، والمــوارد، والمســاحة التــي يحتاجهــا المبــدع لينمــو بثقــة. ونتطلــع إلــى منــح الفنّــان أو الكاتــب البنيــة المهنيّــة
voices. A good example is the city- wide Erth Dubai campaign launched by His Highness Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Crown Prince of Dubai, Deputy Prime Minister, Minister of Defence, and Chairman of The Executive Council of Dubai, which collects personal sto- ries, photographs, and objects that chart the emirate’s evolution. Those narratives feed directly into exhibi- tions,readings, and outdoor installa- tions, helping residents see their own lives woven into Dubai’s wider story. Flagship gatherings such as the Sikka Art & Design Festival, along with year- round workshops and public art com- missions, invite everyone - from first- time creators to seasoned practitioners - to add their perspective. By opening these platforms, we deepen participa- tion across arts, design, and literature, and strengthen the sense of belonging that makes a city feel like home. STRATEGIC INITIATIVES The newly launched Design Sec- tor Strategy 2033 aims to position Dubai as a global hub for design ex- cellence, with goals ranging from expanding design education to sup- porting local enterprises and host- ing international events. How do you envision its impact on Dubai’s creative economy?
Shaima Rashed Al Suwaidi. © Dubai Culture
I’ve found that people respond most when they sense something real. It’s why I spend time with artists, makers and artistic institutions - listening to their stories, understanding what drives them, and paying attention to the obstacles they face. Their experiences shape the choices we make and keep our work connect- ed to the world around us. Visual storytelling has also become central to how we communicate our vision. Design is a powerful language - it speaks to emotion, connects us to heritage, and inspires ambition, often all at once. My experience in building brands has taught me that while consistency is important, being able to adapt is even more critical. The arts don’t stand still, and neither can we. But the real trick is in maintaining the balance of sticking to our core values and keeping our work in step with the community and with what’s happening in the wider world. Ultimately, effective guidance - whether in marketing or the arts - comes down to practical actions that im- prove people’s lives. That principle continues to direct my work each day. The designation of 2025 as the Year of Community places renewed emphasis on social cohesion and collective identity. How is Dubai Culture aligning its initiatives, across arts, design, and literature, with this national theme to deepen cultural participation across its diverse community and also instil a sense of belonging? The ‘Hand in Hand’ spirit behind the Year of Community guides much of our work. We start by co-designing projects with neighbourhood groups, schools, and cul- tural partners so each programme represents multiple
[L-R] Sikka Art & Design Festival 2025. © Dubai Culture
Made with FlippingBook Digital Proposal Creator