تاريخ السينما
الجمهور بشكل مباشر حتى يستطيع توعيتهم. - الإرشاد والتوجيه: يرى أنصار هذا الاتجاه أن السينما لها 6 دور في إرشاد الجمهور ولكن في شكل فني تماماًً، بحيث لا يأخذ الفيلم دور الواعظ أو المرشد المباشر. - السينما والواقع: حيث يصبح دور السينما في هذا الاتجاه 7 نقل الواقع، وكأن المشاهد يرى نفسه من خلال الشاشة، ويصبح الفيلم نوعا من أنواع الإسقاط على الجمهور شاعروناقد مصري الهوامش والمصادر: . جورج سادول: تاريخ السينما في العالم (ترجمة: د.إبراهيم الكيلاني، وفايز كم 1 .24 - 17 م، ص 1968 نقش)، منشورات عويدات، بيروت، .7 . فايز كم نقش: مقدمة المترجم، المرجع السابق نفسه، ص 2 . يوري لوتمان: قضايا علم الجمال السينمائي: مدخل إلى سيميائية الفيلم 3 (ترجمة: نبيل الدبس، مراجعة: قيس الزبيدي)، المرجع السابق نفسه، مطبعة .7 م، ص 1989 عكرمة، دمشق، . وسام راضي: السينما الأمريكية والهيمنة السياسية والإعلامية والثقافية، 4 .19 م، ص 2011 العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، . دادلي أندرو: نظريات الفيلم الكبرى (ترجمة: جرجس فؤاد الرشيدي، مراجعة: 5 .21 م، ص 1987 هاشم النحاس)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، . سيرجي م. أيزنشتاين: الإحساس السينمائي (ترجمة: سهيل جبر)، دارالفارابي، 6 .64 م، ص 1975 بيروت، . فراس عبد الجليل الشاروط: سيميائية وبنية الصورة في أفلام محمد خان 7 ، 43 فيلم (مستركاراتيه) مثالا ًً، مجلة كلية التربية، جامعة واسط، العراق، عدد .519 م، ص 2021 ، أيار 1 جزء . زياد طارق شاكر: دور السينما في إدراك الواقع الاجتماعي، مجلة لارك 8 للفلسفة واللسانيات والعلوم الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة واسط، العراق، .1098 - 1096 م، ص 2023 أبريل
الطيف الواسع الكبير الذي تشمله هذه التسمية من عدد يصعب حصره من الأفلام، فإنها دالة على معيار محدد، وعلى رؤية واضحة في ذهن المتلقي حول تلك الهوية المقصودة. إذن لكل شيء هويته وسمته الخاص، يقول وسام راضي: «صناعة السينما تنبثق من خلال أيديولوجية المجتمع التي تتغير بدورها وفقا للتيارات الفكرية والثقافية والاتجاهات السياسية السائدة في المجتمع، فكثيار ما تتشبه السينما بهوية البلد المنتج لها التي تعكس طبيعة وثقافة شعبه، وعلى وجه الخصوص نجد أن الأفلام الواقعية تطرح قضايا مجتمعية ، إذن )4 ( غنية ومتعددة وتحاول إيجاد حلول لتلك القضايا» السينما ليست مجرد عملية نقل لصور سواء كانت صو ار من أرض الواقع - كما هي في الحقيقة - أو صو ار ممثلة مصحوبة بسيناريو معين وبحبكة درامية، وإنما هي في النهاية وجهة نظر، أو مجموعة من وجهات النظر التي بطبعها تختار التركيز على شيء وتصمت عن أشياء، إنّّها عملية إبداعية تحاول أن تكون متكاملة ذات «دلالة»، تحمل بداخلها رسالة تنقل معنى . )5 ( إلى المشاهد في سياق معين مخرج الفيلم هومن يختارالسيناريوالذي سيقررإخراجه، وهو من يختار ويوزع الأدوار بين الممثلين الذين سيؤدون الأدوار، كل هذه عمليات اختيار مسبقة خارج سياق الرسالة التي يتم
تقديمها للمتلقي، إن السينما تمتلك اختيارات لا نهائية في كادرها السينمائي، يقول (سيرجي م. أيزنشتاين): «إن الكادر السينمائي يحوي عشرات التفاصيل التي من خلالها يتم لنا التعرف على محتويات اللقطة سواء على المستوى الإخباري أم على المستوى الدرامي، وتكتسب هذه التفاصيل المرئية دورها بوصفها إشارات أو علامات لغوية تكوّّن فيما بينها جميعا .» )6 ( شفرات ذات قرابة أو اتصال هل تتولد الرسالة في السينما من اختيارات الكادر فقط؟ أم من الحوار أم من السيناريو أم من ماذا؟ إن مسألة الرؤية في السينما هي إحدى أعقد النواحي الفنية التي يمكن البحث فيها، هل شروط العمل السينمائي هي ما تولد رؤيته، أم إن الرؤية هي ما تحدد شروط العمل السينمائي؟ «السينما رؤية تستدعي الرمزية كصورة لذاتها تختزل منها العالم إلى معالجات مرئية تصور تطور وسائلها في التعبير، وهذا ما يجعل العمل السينمائي محكوما بشروط فنية وقدرات تمثيلية تتجاذب أطرافها لخلق وحدة إبداعية سينمائية تتوزع في اللفظة الواحدة لتكشف أبعادا نفسية لها القدرة على فهم . » )7 ( المتناقضات في ضوء الأسلوب الفني المتبع في الفيلم لا يقتصر الأمر على هذا وحسب، بل هناك جانب آخر من الجوانب التي تحدد الرسالة التي يتم إرسالها عبر قناة
الاتصال - أو قنوات الاتصال - التي تتيحها السينما، ألا وهي اتجاهات السينما التي غلبت على مسيرتها بحسب الغرض الكبيرالرئيسي الذي تندرج تحته العديد من الأغراض الأخرى، ويلخص (زياد طارق) اتجاهات السينما في سبعة اتجاهات : )8 ( رئيسية، هي على النحو التالي وهو الاتجاه الذي يرى السينما سلعة يجب أن - الربح أولاًً: 1 تحقق مردودا اقتصاديا قبل أي شيء، وأي أثر ثقافي أو فكري يأتي ضمن متطلبات العمل وليس من أسسه. - التسلية والترفيه: ويرى رواد هذا الاتجاه أن مهمة السينما 2 هي الإمتاع والتسلية والإثارة فحسب، دون النظر إلى أي بعد فكري أو فلسفي آخر. - الإثراء الوجداني والجمالي: يؤمن أنصارهذا الاتجاه بالتأثير 3
في وجدان الإنسان باعتبار السينما فنا جميلا يجب أن يترك بصمته في وجدان المتلقي، وكأن الأفلام قصائد شعرية تعرض على الشاشات. - التعبير الذاتي للمبدع: ينظر أصحاب هذا 4 الاتجاه إلى السينما بالتركيز على دور المبدع، وتأثيره في الجمهور، فيتأثرون بذوقه الشخصي ورسالته المتعلقة بذاتيته أكثر من أي شيء آخر. - الص ِِدام مع المشاهدين: يرى أنصار هذا 5 الاتجاه أن صانع السينما عليه أن يشتبك مع
101
100
2025 يونيو 308 / العدد
صناعة السينما.. الجماليات والتاريخ
Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease