ٍٍأدب الناقة
وكنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت إذا الهمــــــــــــــــــــــــــــــــوم تََضيََّفََتْْنِِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
ثم يقول: و ََق ََفـــــــــت بهــــــــــــــــــــــــا الق ََل ُُــــــــــــــــوص فلــــــــــــــــــــــــم ت ُُج ِِب ْْن ِِــــــــــــــــي
) 10(ًً ْْــــــــــــــــوج دََوْْسََرِِيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا قََرََيْْــــــــــــــــــــــــت الهــــــــــــــــــــــــــــــــم أََه
وقال الأعشى «ميمون بن قيس»: ِِوقــــــــــــــــــــــــد أ ُُسل ّّــــــــــــــــــــــــي الهــــــــــــــــــــــــم حيــــــــــــــــــــــــن اع ْْت ََــــــــــــــــــــــــر ََى
ََــــــــــــــــى بهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا حــــــــــــــــــــــــي أََج ََابََــــــــــــــــــــــــــــــــا ولــــــــــــــــــــــــــــــــو أََم ْْس
وناجيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة بََعََثْْــــــــــــــــــــــــت علــــــــــــــــــــــــى س ََبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
ََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرََة عََاقِِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرََة دََوْْس ب ِِج ََس
كــــــــــــــــــــــــأن علــــــــــــــــــــــــى مََغََابِِنِِهََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا مََلابََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
َّّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ََة ْْــــــــــــــــــــــــــــــــل خََط ِِزََيّّافََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة بِِالرّّح
ذ ََك ََــــــــــــــــر ْْت بهــــــــــــــــا الإيــــــــــــــــــــــــــــــــاب وم ََــــــــن ي ُُس ََاف ِِــــــــــــــــــــــــــــــــر
ََــــــــــــــــــــــــة قََاتِِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ََــــــــــــــــــــــــي مََيْْس تُُلْْــــــــــــــــــــــــــــــــوِِي بِِش ََرْْخ
) 6( كمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا سافََــــــــــــــــــــــــرْْت يََد ََّكِِــــــــــــــــــــــــر الإِِيََابََــــــــــــــــــــــــا و(القلوص) من الإبل بمنزلة الفتاة من النساء، يقول: ورب (ناجية) أي ناقة سريعة على طريقٍٍ، كأن على أسفل بطنها ملاباًً، والملاب ضرب من الدهن. ومما ورد من أشعار العرب، وقد ارتبط فيه ذكر الناقة بذكر المحبوبة - وهو كثير- قول المثقب العبدي، من قصيدته الشهيرة، التي مطلعها: ِع ِِين ِِــــــــــــــــــــــــــــي �ِّ ِِــــــــــــــــــــــــم ُُ! ق ََب ْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ب ََي ْْن ِِــــــــــــــــــــــــك م ََت أ ََف ََاط ) 7( ََــــــــــــــــــــــــأََلْْتُُك أََن تََــــــــــــــــــــــــــــــــبينِِي وم ََن ْْع ُُــــــــــــــــــــــــك مــــــــــــــــا س ويقول المثقب العبدي، لا تصحبني نفسي على ذلك ولا تطاوعني على الصرم. ُُــــــــــــــــــــــــد رََحْْلِِــــــــــــــــــــــــي ف ََق ُُل ْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ل ِِب ََع ْْض ِِه ِِــــــــــــــــــــــــن ََّ، وش ِِــــــــــــــــــــــــرة ع ََص ََبْْــــــــــــــــــــــــت لََهََــــــــــــــــــــــــا ج ََبينِِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ل ِِه ََاج ِــــــــــــــــــــــــي �ِّ لََعََـــــــــــــــــــــــــــلََّك إِِن صََرََمْْــــــــــــــــــــــــت الحََبْْــــــــــــــــــــــــــــــــل مِِن ) 8( أ ََك ُُــــــــــــــــــــــــون ك ََــــــــــــــــذ ََاك م ُُص ْْح ِِب ََت ِِــــــــــــــــــــــــي ق ََر ُُون ِِــــــــــــــــــــــــي وهوفيما تقدم قد مه ََّد إلى فكرة اللجوء إلى استدعاء (الناقة)؛ .ِ �ِّ ِي عن الهم �ِّ بوصفها آلة تعين على السفر، والتسل ميكانيزم للت ََّسل ِِّي ع ََن اله ُُم ُُوم يدعو المثقب العبدي، إلى التسلي - وقد جعل الناقة أيقونة الخلاص، والتسلي - عن الهم بناقة ذات قوََّةٍٍ، عظيمة، وشديدة، تُُشبه في شدتها مطرقة الحداد، كما في قوله: ِ الهــــــــــــــــــــــــم عََنْْــــــــــــــــــــــــك بِِذََات لََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْْث �ِّ ََــــــــــــــــــــــــل ِِف ََس عُُذََافِِــــــــــــــــــــــــرََة كََمِِطْْرََقََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة القُُيُُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون ُُــــــــــــــــــــــــد ل ََهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا س ِِن ََافــــــــــــــــــــــــــــــــا ِِإ ِِذ ََا ق ََل ِِق ََــــــــــــــــــــــــت أ ََش أََمََــــــــــــــــــــــــــــــــام الزََّوْْر مــــــــــــــــــــــــن قََلََــــــــــــــــــــــــق الوََض ِِيــــــــــــــــــــــــــــــــن كــــــــــــــــــــــــــــــــأََن مََوََاقِِــــــــــــــــــــــــــــــــع الثََّفِِنََــــــــــــــــــــــــــــــــات مِِنهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ) 9(ِِ ُُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون مُُعََــــــــــــــــــــــــرََّس باكِِــــــــــــــــــــــــرََات الوِِرْْد ج وقد ذهب كثير من الشعراء إلى تسلية الهموم بركوب الإبل، قال عمرو بن قميئة:
ََــــــــــــــــــــــــا شتََّــــــــــــــــــــــــان مــــــــــــــــــــــــا يََوْْمِِــــــــــــــــــــــــــــــــي علــــــــــــــــــــــــــــــــى كُُورِِه
) 11(ِِ ِِــــــــــــــــــــــــــــــــي جابــــــــــــــــــــــــــــــــر وََيََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْْم حيََّــــــــــــــــــــــــــــــــان أََخ
النِِّيََاق ف ِِيم ََع ْْرِِض التََّبََاه ِِي لقد تبارى الشعراء في إثبات تفوق نياقهم، كل شاعر يتفنن في إبداء قدرة أداء ناقته، وسرعتها وتفردها، قال المرقش الأكبر، يتباهى بسرعة ناقته، ويسرد ميزاتها: ِــــــــــــــــــــــــــــــــي ح ُُبََّهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازِِل �ِّ ْْفََهََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل تُُسََل مــــــــــــــــــــــــا إِِن تُُس ََلََّــــــــــــــــــــــــى ح ُُبّّهــــــــــــــــــــــــــــــــا مِِــــــــــــــــــــــــن أََمََــــــــــــــــــــــــــــــــم ْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل جُُمََالِِيََّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ْْعََرْْفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء كالفََح ََّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأ ََم ََّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى الس ذََات هِِبََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب لا تََشك ا ْْلــــــــــــــــــــــــــــــــم تََقْْــــــــــــــــــــــــرََأ القََيْْــــــــــــــــــــــــظ ج ََنِِينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ولَا ْْأََص ُُرُُّهـــــــــــــــــــا تََح ْْمِِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل بََهْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الغََنََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم َّّـــــــــــــــــــو ْْل ح ََت َّّى ن ََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ََت ْْب ََل ع ََز ََب ََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت في الش َّغَـــــــــــــــــــت ذا ح ُُب ُُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالإ ِِر ََم � وس ُُِّو َّك مِِج ْْدافُُهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا � ُُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ِّر تََع ْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ُُو إذا ح ) 12(ْْ ََـــــــــــــــــــدْْو رََبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاع مُُفْْـــــــــــــــــــرََد كالُّزَّلَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ع وقال عبيد بن الأبرص يصف ناقته، ويحدد وظيفتها، ويعلي ِِصورتها، في قصيدته التي مطلعها: ََّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ََـــــــــــــــــــا ك ُُل هط يََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا دََار هِِنـــــــــــــــــــد ع ََفََاه ) 13( بالجـــــــــــــــــــو مثـــــــــــــــــــل سحيق اليُُمنـــــــــــة البالـــــــــــــــــــي ويرحل عبيد بن الأبرص، على ناقته للسلوان، ويُُشبه ناقته بسندان الحداد، لقوتها، وقال: إنها تختال في سيرها، وهي
ُُــــــــــــــــــــــــــــــــــر ُُض ْْـــــــــــــــــــم عـــــــــــــــــــن ع مََقْْذوفََة بِِلََكيــــــــــــــك اللّّح
. لبيد بن ربيعة، شرح ديوان لبيد بن ربيعة، تحقيق: إحسان عباس، سلسلة 4 .304 - 303 م، ص 1963 التراث العربي، وزارة الإرشاد والأنباء - الكويت، . منتهى الطلب من أشعار العرب، جمعه محمد بن المبارك بن محمد بن 5 ، 1 ميمون، تحقيق وشرح، محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت - لبنان، ط .38 ، ص 4 م، م 1999 .40 - 39 . المرجع السابق نفسه، ص 6 . المثقب العبدي، ديوان المثقب العبدي، تحقيق وشرح، حسن كامل 7 .136 م، ص 1971 الصيرفي، جامعة الدول العربية - معهد المخطوطات العربية،
) 14(ِِ ََـــــــــــــــــــو ذََيّّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ََـــــــــــــــــــد بِِالج كََمُُفْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرََد وََح وقال الأعشى يصف رحلته في صحراء قاسية صلبة، بناقة قادرة على تجاوزها بهمة عالية؛ لأنها ناقة (ع ََنْْتََرِِيس ٌٌ)، أي صلبة ٍٍأيضا ًً: ُوََفََـــــــــــــــــــلاة كأنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ظهـــــــــــــــــــر تُُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْْس ََــــــــــــــــــال َاُق ٌٌليــــــــــــــــــــــــــس إلا الر ّّجيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع فيهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ع
.164 - 163 . المرجع السابق نفسه، ص 8 .174 - 165 . المرجع السابق نفسه، ص 9
قـــــــــــــــــــد تجاوتزُُهـــــــــــــــــــا وتََح ْْتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي مََـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرُُوح ) 15(ُُ ع ََنْْتََـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرِِيس ٌٌ، نََعّّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابََةٌٌ، مِِعْْنََـــــــــــــــــــاق
. عمرو بن قميئة، ديوان عمرو بن قميئة، تحقيق وشرح، حسن كامل 10 .135 م، ص 1965 الصيرفي، جامعة الدول العربية - معهد المخطوطات العربية، . الأعشى الكبير: ديوان الأعشى الكبيرميمون بن قيس، شرح وتعليق، محمد 11 .147 م، ص 1950 حسين، مكتبة الآداب بالجماميزت، المطبعة النموذجية، . المرقش الأكبر، ديوان المرقشين، تحقيق: كارين صادر، دار صادر، بيروت 12 .74 م، ص 1998 ، 1 - لبنان، ط . عبيد بن الأبرص، ديوان عبيد بن الأبرص، شرح، أشرف أحمد عدره، دار 13 .102 م، ص 1994 ، 1 الكتاب العربي، بيروت، ط .103 . المرجع السابق نفسه، ص 14 .211 . الأعشى الكبير، ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس، ص 15
كاتب وباحث مصري
الهوامش والمصادر . امرؤ القيس: ديوان امرؤ القيس، اعتنى به وشرحه: عبد الرحمن المصطاوي، 1 .75 م، ص 2004 ، 2 دار المعرفة، بيروت - لبنان، ط . طرفة بن العبد: ديوان طرفة بن العبد، شرحه وقدم له، مهدي محمد ناصر، 2 م، 2002 ، 3 منشورات محمد علي بيضون، دارالكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط .20 ص .23 . المرجع السابق نفسه، ص 3
مسرعة، ث ُُم ي ُُشبهها بالثور الوحشي ل ِِضخامتها: ِِوََقََـــــــــــــــــــد أُُس ََلّّـــــــــــــــــــي ه ُُمُُومـــــــــــــــــــي حين تََحض ُُرُُنــــــــــــــــــــــــــــــي
ْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرََة كََعََـــــــــــــــــــلاة القََيـــــــــــــــــــن شِِمْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلال ٍٍب ِِج ََس
ِِزََيّّافََـــــــــــــــــــة بِِقُُتُُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود الَّرّْحْــــــــــــــــــــــــل نََاجِِيََـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
تََفْْـــــــــــــــــــرِِي الـهََج ِِيـــــــــــــــــــر بِِتََبْْغيـــــــــــــــــــل وََإرْْقََـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال
107
106 106ٍٍّ النََّاقََة مِِن حيََوََان ص ََح ْْرََاوِِي إِِلىكِِيََان ش ِِعْْرِِي وََثََقََافِِي
2025 يونيو 308 / العدد
Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease