سوق الكتب
الطعام في التراث العربي: قراءة في كتاب » الطعام والكلام « )2025( الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب
علي تهامي كتابه «الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في في التراث العربي»، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب بدورتها )، في فرع الفنون والدراسات النقدية، 2025 ) لعام ( 19 الـ ( يؤكد لنا الأكاديمي المغربي الدكتور سعيد العوادي، أن الحضارة العربية هي حضارة طعام وكلام، وأن الطعام حامل في ثنايا مكوناته تاريخا إنسانيا كاملاًً، تتقاطع فيه قضايا الهوية والغيرية ورؤية العالم وأنماط التواصل الرمزي. الطعام الدنيوي والأخروي الكتاب الصادر عن دار «أفريقيا الشرق» المغربية، توزّّعت مادته على أربعة أطباق، أملا في أن تفتح شهيّّة القارئ وتستحث إقباله وهي: «حقل الطعام بين ضيافة الدنيا وضيافة الآخرة»، وسعى خلاله المؤلف إلى الإحاطة بالطعام في تشكاتله الدنيوية مع الإنسان العربي، وفي تشكاتله الأخروية في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وتحد ّّث فيه عن تقابلات الطعام داخل الحياة الاجتماعية والثقافية العربية، وتتبّّع رحلة الطعام ومرافقته للإنسان في حياته وموته، وبيّّن كيف تأطرت بتسييجات رسمتها منظومة الآداب الجاهلية والإ لاسمية، كما تناول الحضور الطعامي في القرآن الكريم والحديث الشريف. واستعرض جوانب من التثبيت الإعجازي القرآني والحديثي عن طريق المكون الطعامي، وعرج على القدرة التصويرية للطعام في الخطابين القرآني والحديثي
نثرية الطعام وفي «نثرية الطعام الموهوب والمنهوب والمرهوب»، توسّّع المؤلف في تجلية تشكّّلات الطعام داخل نصوص الأخبار والخطب والرسائل والمناظرات والمقامات، من خلال التركيز على الثالوث الغذائي: الكريم، والطفيلي، والبخيل، المنتج لضروب ثلاثة من الطعام هي على التوالي الطعام الموهوب، والطعام المنهوب، والطعام المرهوب. وتتبّّع الطعام الأول في النثر الفني، والنثر الإرشادي (كتاب آداب المؤاكلة للعلامة هـ)، والنثر العلمي (كتب 984 بدر الدين الغزي المتوفى سنة الطبيخ). وعرض للطعام الثاني من خلال فلسفة التطفيل الجماعية، ورصد محكي التطفيل بالبحث في بنيته السردية ًًومغالطاته الحجاجية والتناصية، فبدا لنا أن التطفيل رؤية غذائية للطعام في العالم، تهدم عالم الكرم وتبني عالما بديلا
والشاهدي، وكشف القناع عن المرجعية الطعامية في مصطلح البلاغة. وسّلّط الضوء على المرجعيات الطعامية لأسماء الشعراء والكتاب وعناوين الكتب، وأفصح عن الرمزيات الثقافية لأحوال الطعام العربي، وأشارإلى ثرائها الرمزي وقوتها التجسيرية بين عالم الطعام وعوالم الإنسان. شعرية الطعام وفي «شعرية الطعام»، تطرّّق مؤلف كتاب «الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي»، إلى الطعام بوصفه مادة شعرية اعتنى بها الشعراء، وبسط القول في تيمة قرى الأضياف عند الشعراء، ودرس نصوصا مختلفة لشعراء تفنّّنوا في وصف الأطعمة والأشربة، وتوقف عند ريادة «ابن الرومي»، و«المأموني» في هذا الباب الشعري اللطيف.
ليستجلي لنا وقفات تصويرية ثلاثية بديعة التصويرالتشبيهي، والتصوير الاستعاري والتصوير الكنائي. وأوضح أن الطعام الأخروي مختلف عن الطعام البنيوي، وأنه مناظر في بنية مشهدية وصفية، ويسير وفق منظورين متدابرين يكون تارة شكلا ثوابيا يقوم على ثنائية السرمدية والمثالية عندما يتعلق الأمر بالمؤمنين في الجنة، ويكون شكلا عقابيا عندما يتعلق بالكفار والمجرمين في النار. الطعام البليغ وفي «جسور الطعام»، تنقّّل بنا المؤلف الدكتور سعيد العوادي، من الطعام البلاغي إلى الطعام البليغ، وبحث عن آثار الطعام في النظرية البلاغية في مستوييها المصطلحي
111
110
2025 يونيو 308 / العدد
) 2025 قراءة في كتاب «الطعام والكلام» الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب (
Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease