torath 308 - june-2025

دبلوماسية التراث

تراث الإمارات في قلب الاستجابة العالمية: شراكة استراتيجية ضمن » READY « مبادرة

»: خطوة استراتيجية READY مشروع « لحماية الذاكرة الإنسانية » من طبيعته الشمولية، فهو READY تنبع أهمية مشروع « لا يكتفي بترميم ما يتعرض للتلف، بل يضع أُُطار معرفية ومنهجية لإدارة الكوارث قبل وقوعها، ويعتمد في ذلك على التدريب العملي، والتوعية، وتطويرأدوات تكنولوجية ومعرفية تساعد ص ُُن ّّاع القراروالعاملين في الحقل الثقافي على التدخل السريع والمنهجي. ويمتد المشروع، بتمويل من الاتحاد الأوروبي مليون يورو، على مدى عامين، ويشمل تنظيم 1.5 وبميزانية ورش تدريبية متخصصة في مختلف المناطق، إلى جانب إصدار أدلة وإرشادات ومناهج تطبيقية. هذا التحول في طريقة التفكير في حماية التراث، يجعل من » نموذجا مبتك ار في التعاون الثقافي العالمي، حيث READY « تلتقي فيه الجهود الدولية مع المبادرات المحلية لتشكيل منظومة متكاملة قادرة على الصمود في وجه الأزمات.

أحمد أبو دياب ظل التحديات المتزايدة التي تواجه التراث الثقافي في عالمياًً، من كوارث طبيعية وتغيرات مناخية إلى أزمات ونزاعات مسل ّّحة، باتت الحاجة ملح ّّة لتطوير آليات جديدة لحمايته، لا سيما في المناطق الهشّّة ثقافيا وجغرافياًً. » التي أطلقها المركز READY وفي هذا الإطار، تأتي مبادرة « الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، كمثال على الجهود العالمية الهادفة إلى بناء أنظمة استجابة مرنة قادرة على حماية التراث في أوقات الطوارئ. وتسعى هذه المبادرة إلى تجاوز الإجراءات التقليدية التي غالبا ما تأتي بعد وقوع الكوارث، نحو نهج وقائي واستباقي يعتمد على بناء القدرات المحلية، وتوفيرأدوات عملية مرنة للتعامل مع التهديدات المتنوعة التي يواجهها التراث.

بواسطة (إيكروم) من خلال برنامج «الإسعافات الأولية )، وذلك FAR والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات» ( بالشراكة مع المديرية العامة للتعليم والشباب والرياضة )، وبالتعاون مع DG EAC والثقافة في المفوضية الأوروبية (

» برنامجا تدريبيا READY تتضمن المرحلة الأولى من مبادرة « متكاملا يهدف إلى تزويد المشاركين بالمهارات الضرورية لحماية التراث بصورة فعالة، حيث ينخرط المشاركون في مشاريع ميدانية تُُنفذ ضمن مجتمعاتهم المحلية على مدى ستة أشهر، إلى جانب جلسات إرشادية عبر الإنترنت تمتد لأربعة أسابيع. أما المرحلة الثانية فتشمل تدريبا حضوريا بمدينة ريغا 2025 يوليو 15 يوماًً، يبدأ في 15 مكثفا لمدة في لاتفيا، ويركز على التراث الثقافي المنقول وغير المادي. 2025 وتليها المرحلة الثالثة التي تغطي الفترة من أغسطس ، وتُُخصص لمتابعة المشاريع الميدانية التي 2026 حتى فبراير يقترح خلالها المشاركون مبادرات تهدف إلى تعزيز قدرات إدارة التراث في بلدانهم الأصلية. وتُُختتم المبادرة بالمرحلة الرابعة، التي تتضمن اجتماعا دوليا افتراضيا لعرض نتائج تلك المشاريع ومشاركتها على نطاق أوسع. وقد وج ّّهت مبادرة » الدعوة إلى مجموعة متنوعة من المتخصصين READY « للمشاركة في هذا البرنامج، بمن فيهم خبراء التراث الثقافي العاملون في المتاحف والمكتبات ودور الأرشيف والمؤسسات الثقافية، وقادة المجتمعات الذين يسعون إلى صون التقاليد والمعارف الحيّّة ضمن مجتمعاتهم، فضلا عن المهنيين في مجالات إدارة الكوارث، والحماية المدنية، والتكيّّـف مع تغيّّـر المناخ، والاستجابة لحالات الطوارئ. ويُُنفذ هذا المشروع

عدد من الشركاء التقنيين في أوروبا. الإمارات والتراث المستدام

منذ عقود، تضع دولة الإمارات العربية المتحدة الثقافة والتراث في صميم مشروعها الوطني. وقد ترجمت هذه الرؤية إلى استراتيجيات ومبادرات تشمل إنشاء المؤسسات المعنية بالتراث، وحماية المواقع الأثرية، وتوثيق الموروث الشعبي، وتشجيع الفنون التقليدية، وغيرها من الأنشطة التي تعزز من حضور التراث في الحياة العامة. كما انخرطت الدولة بفعالية في المشاريع الإقليمية والدولية التي تُُعنى بصون التراث، عبر شراكات مع منظمات، مثل: (اليونسكو) و(إيكروم)، إضافة إلى دعمها المالي والمعنوي لبرامج حماية التراث في مناطق النزاع، كما حدث في بلدان عد ّّة عربية وأجنبية. ويُُعد دعم الإمارات لـ (مركز إيكروم)، والمشاركة النشطة في برامجه، جزءا من هذا التوجه العالمي، حيث تؤمن الدولة بأن الحفاظ على التراث مسؤولية تتجاوزالحدود الوطنية، وتشكل عنص ار من عناصر التضامن الإنساني.

115

114

2025 يونيو 308 / العدد

» READY تراث الإمارات في قلب الاستجابة العالمية: شراكة استراتيجية ضمن مبادرة «

Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease