torath 308 - june-2025

حوار خاص

خالد جلل: مكانة الكاريكاتير العربي تتراجع في الصحف العربية

هشام أزكيض الفنان والرسام الكاريكاتيري السوري خالد حصل جلل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة دمشق ، وهو مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة. 1988 عام يتميّّز جلل بقدرة إبداعية لافتة للانتباه في مجال الرسوم الكاريكاتورية والخط العربي، إلى جانب إخراجه الفني للعديد من المجلات والكتب، منها «البيان»، و«الخليج»، و«عالم السيارات»، و«سعودي أوتو»، وكُُتب مناهج التربية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة. نشر عددا من المقالات المتخصصة في فن الكاريكاتير، وقدّّم برامج تلفزيونية ودورات تدريبية لتعليم أساسيات هذا الفن. صدر معرضاًً 15 له كتاب يضم أعماله الفنية، كما نظ ّّم أكثر من فرديا لرسوماته. هذا المسارالحافل دفعنا لإجراء حوارمعه بهدف التعرف إليه عن قرب واستكشاف تجربته الإبداعية. أنت من أبرز رسامي الكاريكاتير بأعمال منشورة في مجلات وصحف عربية. هل تضعنا بإيجاز أمام تجربتك الأولى مع الكاريكاتير؟ ومن كان له دور في دخولك هذا المجال؟ بالتأكيد يلعب الكاريكاتير دور الواعظ والمحرض معاًً، فالكاريكاتير يمتلك شرط الإدانة والمعارضة في وقت واحد، ولا يمكن أن يكون مهادنا أو حياديا ًً، ولا يمكن أن يعمل حارس ًا ًًا ليليا على أبواب المجتمع المتخم أيضا ًً، وهوكذلك ليس خفير على شواطىء المفرطين في السعادة والذين ينظرون لهذا العالم معلبا ومثلجا ومرتبا على الرفوف في عقول المتسوقين. أما عن بدايتي مع رسم الكاريكاتير، فكانت متزامنة مع

دراستي في كلية الفنون الجميلة، حيث بدأت أنشر رسومي في الصحف والمجلات، وقد تأثرت إيجابيا بما كان ينشر في الصحف والمجلات من رسوم كاريكاتيرية، وليس لدي رسام مفضل، بل رسم كاريكاتيري مفضل، والرسم القوي والمعبر، يفرض نفسه، بغض النظرعمن رسمه، ومن أي ثقافة أوبلد هو. تؤكد أن لا حاجزبين الكاريكاتيروالنقد، بل تربطهما علاقة

عضوية لا يمكن الفصل بينها. هل يمكن أن توض ّّح لنا هذه الفكرة أكثر؟ يُُشب ََّه رسام الكاريكاتير الناجح بمن يجمع بين مهارة الجراح وعقلية الجزار، إذ يتطلب دمج الجرأة والدبلوماسية براعة بهلوانية وثقافة واسعة. فالاحتراف في هذا الفن لا يأتي بالصدفة، بل من مهارات متقنة وتجنّّب أخطاء التنفيذ. ورغم

التي دفعت الرسامين الكاريكاتيريين إلى ممارسة السخرية بلا تحف ّّظات، ففي الحرب العالمية الأولى استخدم الرسامون الكاريكاتير للسخرية من قادة الدول والمواقف السياسية، كان هناك تركيز على تصوير الجيوش والفوضى التي أعقبت الحرب، مع تسليط الضوء على التكاليف البشرية. ففي الحرب الباردة تناول الكاريكاتير العلاقة المتوترة بين الولايات

المتحدة والاتحاد السوفييتي، فصوّّر العديد من الرسامين الزعماء السياسيين بصورة ساخرة، مما أسهم في تعزيز النقد الفكاهي للصراع. وفي قضايا حقوق الإنسان تناول الكاريكاتير قضايا مثل: العنصرية، والتمييز، حيث استخدم الرسامون الأسلوب الساخرلتسليط الضوء على الظلم الاجتماعي والسياسي، فالكاريكاتير له دور مهم في تسليط الضوء على الوقائع التاريخية والسياسية بشكل

أن بعض الأفكار تولد من ومضة إلهام أو لحظة عابرة، فإن معظمها ينبثق من جلسات عميقة من التفكير الذاتي. الكاريكاتير يقوم أساسا على السخرية اللا محدودة، والتاريخ مملوء بالأحداث التي دفعت الرسامين لممارسة هذه السخرية بلا قيود أو تحف ّّظ. هل يمكن أن تذكرلنا بعض الأعمال أو التجارب التي ترى أنها تجس ّّد هذا الجانب؟ بالتأكيد، هناك العديد من الوقائع التاريخية

خالد جلل

123

122

2025 يونيو 308 / العدد

خالد جلل: مكانة الكاريكاتير العربي تتراجع في الصحف العربية

Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease