torath 308 - june-2025

النخلة في اللسان الإماراتي: مفردات ومعان

ذلك أنها كانت مصدار لكثير من المنافع الغذائية، كتحصيل الرطب، وتجفيف التمر، وإنتاج الدبس، وكذلك المنافع الصناعية، مثل الأدوات المصنوعة من السعف والجريد، وغيرها من الاستعمالات المرتبطة بالمجتمع الإماراتي في الماضي، وما زال كثير من تلك المنافع باقيا في الحياة اليومية في الإمارات، ولهذا كثُُر ذِِكر النخلة في أدبيّّاتِِهم وأمثالهم يُُطلق على المناطق ا � الشعبية. كما كان اسُمُها مصطلح الواقعة خارج المدينة، حيث يقضون موسم الصيف. ما أبرز المفردات التقليدية المرتبطة بالنخيل التي ترى • أنها مهددة بالاندثار؟ غالبا هي أسماء أنواع الرطب والتمور، فمعظم الجيل الجديد لا يعرف منها إلا ما يُُعد على الأصابع، وتوجد عشرات الأسماء المهددة بالاندثار، منها مثلا تمر الضمام، وتمر المخ ْْلدي،

ٍٍعلي العبدان

وغيرهما. وبالإضافة إلى ذلك قد تكون أسماء بعض أجزاء النخلة مهددة بالاندثار بسبب عدم استعمال تلك الأجزاء اليوم، ومن ذلك «القُُلْْب»، أي قُُلْْب النخلة، وهو موضع للخوص الصغير أبيض اللون، فهذه المفردة قد لا يعرفها كثيرون من جيل اليوم، وإن كانت معروفة في الماضي، بسبب استعمال خوص الق ُُلْْب هذا في صناعة أغطية الرأس الخاصة بالأولاد الصغار، وكذلك في صناعة ما يُُسمّّى بالمِِش ََب ّّ، وهو قرص دائري منسوج من خوص قُُلْْب النخلة، يُُستعمل في تشبيب النار، وغير ذلك من المفردات والأسماء. من بين كنوز اللهجة الإماراتية الغنية بالمفردات البيئية • والتراثية، اخترت المفردات الخاصة بالنخل في كتابك «مفردات النخل في اللهجة الإماراتية وأصولها في المعاجم القديمة»، ما الذي جعل النخلة دون سواها تستحق هذا التفرد اللغوي في كتاب كامل؟ السبب في ذلك أولا أهمية هذه الشجرة في حياة الإماراتيين خاصةًً، والعرب عامّّة. وثانياًً، كنت أتساءل عن أصل بعض المفردات التي نستعملها في لهجتنا للنخل وما يتعلق به، خاصة أنني لم أجدها في المعاجم الاعتيادية، فأردت أن أص ِِل إلى جذور تلك المفردات. ولأجل هذا عدت إلى المعاجم التي تهتم بالمفردات التي كانت تُُستعمل في إقليم عُُمان قديماًً، والذي يشمل اليوم دولة الإمارات وسلطنة عمان الشقيقة، فوجدت ما أبحث عنه، ومن تلك المعاجم (المُُخ ََص ََّص) لابن سيده، و(جمهرة اللغة) لابن دريد، بالإضافة إلى كتاب (النخلة) لأبي حاتم السجستاني. ومن الأمثلة على تلك المفردات كلمة «جارين»، فقلت في الكتاب: «هي كلمة تُُطلق على البُُسْْر

مفردات النخيل : في اللهجة الإماراتية » علي العبدان « حوار مع الباحث حاورته: أماني محمد ناصر شك ّّلت شجرة النخيل رم از أصيلا في التراث الإماراتي، ليس بوصفها مصد ار لطالما للحياة والرزق فقط، بل كم ُُك ّوّن لغوي وثقافي عميق الجذور في اللسان الشعبي أيضا ًً. ومع تعاقب الأجيال وتغي ّّرأنماط الحياة، باتت كثيرمن المفردات المرتبطة بالنخلة مهددة بالتراجع أو النسيان، ما يطرح تساؤلات ملح ّّة حول سبل الحفاظ عليها وتعزيزحضورها في الوعي الجمعي. في هذا السياق، نتحاور مع الأستاذ «علي العبدان» لنستعرض معه أهمية شجرة النخيل في تراث الإمارات وحاضرها، وبعض مفرداتها التراثية، وسبل صون هذا الإرث اللغوي الثمين في زمن الحداثة والتكنولوجيا.

كيف تصف حضور شجرة النخيل في الذاكرة الشعبية واللغوية الإماراتية؟ • النخلة كانت وما زالت دائمة الحضور في الذاكرة الشعبية واللغوية الإماراتية، والسبب في

35

34

2025 يونيو 308 / العدد

مفردات النخيل في اللهجة الإماراتية: حوار مع الباحث «علي العبدان»

Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease