torath 308 - june-2025

وجهة سفر

من أشهر أطباق النودلز شرائح نيئة من السمك. كما تُُعد المدينة، وتُُقد ّّم عادة مع المرق ويتم تناولها باستخدام العيدان الخشبية (هاشي)، في مشهد يجسد الملامح الآسيوية الأصيلة. في الواقع، ت ُُعد طوكيو جوهرة الشرق المتلألئة، مدينة تنبض بإيقاع الزمن، توازن بخفة شاعرية بين الماضي والحاضر. إنها وريثة الساموراي ومهدهم، حيث لا تزال همسات معابدها القديمة تروي أسرار قرون خلت، كأنها وشاح من حرير الزمن قصر الإمبراطور يلف كتفي المستقبل. في قلبها، يقف شامخاًً، صامتا بوقار، تحيط به ناطحات السحاب التي تعانق الأفق وتبشر بالغد. إنها العاصمة التي لا تنام، وفي الوقت ذاته تُُقد ّّس التفاصيل، وتُُكرّّم التقاليد، وتُُحاور الحداثة بلغة سامية تجمع بين الأصالة والتجدد كاتب مصري

التكنولوجي، ما زال السكان يحافظون على العديد من العادات التي التحية اليابانية والتقاليد العريقة. ومن أبرزهذه العادات تتم عبر الانحناء بدرجات مختلفة حسب الاحترام والمقام، حفلات الشاي بينما تبقى المصافحة أقل شيوعاًً. كما تحظى بمكانة خاصة، وهي طقس تقليدي لتقديم الشاي الأخضر (ماتشا) في أجواء هادئة وتأملية، وما زالت تُُمارس في طوكيو حتى اليوم خصوصا في البيوت القديمة والمدارس الثقافية. من أبرز رموز الكيمونو واليوكاتا فيما يتعلق باللباس، يُُعد التراث الياباني، حيث ي ُُرتدى الكيمونو في المناسبات الرسمية مثل حفلات الشاي، وحفلات الزفاف، والمهرجانات. ويشتهر سكان طوكيو باحترامهم الشديد للنظام والهدوء، حتى إن استخدام الهاتف في المواصلات العامة ي ُُعتبرسلوكا غيرلائق. أما في مجال الطعام، فتتميز طوكيو بأكلات شعبية وتراثية الذي يعود أصله إلى طوكيو القديمة (إيدو)، السوشي مثل ، وهو عبارة عن أرز مخلل مع إدومائي سوشي ويُُعرف باسم

من يرغب في فهم التاريخ الياباني بشكل أعمق. كما توجد مؤسسات ثقافية أصغر لكنها لا تقل إثارة، مثل: متحف الفن الغربي، ومتحف متروبوليتان للفنون، ومتحف التاريخ الطبيعي والعلوم. ومن بين أبرز مشاهد الربيع والصيف والخريف، تبرز الحديقة الخاصة بالمتحف التي تبهر الزوار بأزهار الكرز في الربيع، ووفرة الأزهارصيفا ًً، وألوان الأوراق الزاهية في الخريف الذي يتميز بمبانيه الخشبية ياناكا كذلك يمكن زيارة حي القديمة، ولمحبي الطراز الياباني التقليدي يُُنصح بزيارة ضواحي المدينة حيث تنتظرهم الحديقة الإثنوغرافية التي تضم متحفا مفتوحا يعرض عمارة عصرإيدو. طوكيو تستضيف على مدار العام العديد من المهرجانات وهو أول هاتسوموديه التقليدية والمعاصرة، مثل مهرجان زيارة للمعبد في العام الجديد، حيث يقوم الزوار بالدعاء وشراء تمائم الحظ وارتداء الكيمونو التقليدي. كما يحتفل السكان بمهرجان سيستوبون الذي يهدف لطرد الأرواح

الشريرة واستقبال الربيع، حيث يقوم السكان برمي حبوب الصويا على «الشياطين» الذين يرتدون أقنعة ملونة وزخرفية. الذي يحتفي «مهرجان النجوم» أو شتاتاراتا وهناك مهرجان بأسطورة يابانية قديمة أيضاًً، حيث تُُعلق الأمنيات وزينة ملونة فهو سوميدا للألعاب النارية على قصب الخيزران. أما مهرجان الأقدم من نوعه في اليابان ويُُبهر الحاضرين بمئات الألعاب النارية الملونة والمتنوعة. ورغم حداثة طوكيو وتقدّّمها

65

64

2025 يونيو 308 / العدد

طوكيو: من تراث الساموراي إلى عالم الحداثة

Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease