إرث معماري : سور الشارقة معمار دفاعي يحكي قصة قرون خالية
فيه أن الشارقة كانت محاطة بسور تتصل أجزاؤه بعضها ببعض، بأبراج مستديرة أو مربعة الشكل، ومن طرف سور البلدة الشمالي، وعلى طول خور الشارقة، كانت هناك أرض ذات كثبان رملية بيضاء، تبرز من خلفها قمم النخيل، حتى إذا وصل الدرب المتّّجه شمالا إلى شاطئ الخور، فسيدلف إلى مدخل خورالشارقة؛ حيث يترك المد البحري مياها خلف الشاطئ، وعند الجزرتبدأ تلك المياه تسيل إلى البحر؛ فسمي . )3 ( ذلك المكان رأس المسيلة وعليه فقد احتوت العمارة العسكرية في الشارقة على تشييد الأسوار والبوابات لتساعد على الدفاع عن المدينة في حالة . وقد قامت )4 ( الهجوم الذي كان يحدث دائما في تاريخ الشارقة بريطانيا بهدم عدد من التحصينات العسكرية، ومنها الأبراج م، وبعد أن تم احتلال رأس الخيمة 1819 والحيطان، ففي عام من قِِبل الإنجليز، توجهت القوات البريطانية إلى الشارقة، وهناك أخذت تدم ّّرأجزاء من المدينة، وشملت عملية التدمير هذه أربعة من المساكن المحصنة، وكذلك تدمير خمسة أبراج متصلة بعضها مع بعض بوساطة سواتر منخفضة من الحيطان، تمثل سورالشارقة، حيث استخدمت بعض الألغام . وقد تم ذلك تنفيذا للأوامر التي )5 ( والمتفجرات لإنجاز المهمة 23 قامت بها فرق التنفيذ، الصادرة من الإدارة البريطانية في م. كما أعطيت فرق التنفيذ أوامر باستكشاف ما 1819 فبراير يوجد من دفاعات في منطقة الفشت، وعلى بعد ميل واحد من الجانب الشمالي الشرقي، يوجد أحد المواقع الحصينة، ومن بين كثير من التحصينات التي دم ََّرتها الفرق ستة أبراج، كما اكتشفت تلك الفرق تحصينات قابلة للصيانة، وقد تم نسفها أو فصلها بوساطة الألغام قبل مغيب الشمس، وفي
منّّـي بو نعامة الشارقة بوجود عدد كبير من العمائرالدفاعية، ذات تتمي ّّز الأشكال والأحجام المختلفة، والمقاسات المتباينة، أُُنشِِئت كلها لأغراض عسكرية، وتنتشر في مدن الإمارة وتوابعها، وفي بعض المرتفعات والمناطق الداخلية، وعلى مشارف المدن، وسفوح الجبال، وشعاب الوديان، وهي بمنزلة مراكز الدفاع عن التجمّّعات السكنية. وقد تضافرت عوامل عدة دعت إلى إنشاء هذا النوع من العمارة، منها: متطلّّبات الأمن والحماية، ومتطل ّّبات الاستقرار، وضغط العدو الخارجي، وتأثيرات المشكلات الداخلية. ومِِن المستحكمات العسكرية الموجودة ٍ منها � في الإمارات الأسوار، والحصون، والقلاع، والأبراج، ولك ٍّل . )1 ( وظيفة دفاعية معي ّّنة، أو وظيفة مدنية محددة وقد لاحظ بلجريف وجود أنماط متعددة من العمارة الدفاعية في الشارقة، وذلك ما يحيل إليه بقوله: «والمدينة مسوّّرة ولكن أسوارها ليست من النوع القوي من ناحية البر؛ أما من ناحية البحر، فالمدينة مفتوحة، وبلا أسوار. وفي مقابل العقبة مباشرة ». ومما لا شك )2 ( توجد قلعة صغيرة محكمة، يقيم فيها خالد
ذلك اليوم تم استكمال عملية تدمير الحيطان والأبراج في . )6 ( بلدة الفشت وبعد تسلّّم الشيخ سلطان بن صقر زعامة المنطقة في م، بدأ يطالب الإنجليز بالسماح له ببناء 1821 أكتوبر عام بعض الدفاعات باتجاه اليابسة؛ أي ناحية البر، ولمّّا لم يأت منهم رد، شرع في بناء حصن جديد على امتداد سور الشارقة، وخمسة أبراج م برّّعة الشكل إلى الجهة الشرقية من . ومن تلك )8 ( . وتمت إعادة بناء كل المدن والقلاع )7 ( الحصن المعالم حصن الشارقة، وقلاع كلباء وخورفكان ودبا، وقد ذكر هذه القلاع أنطونيو بوكارو، وبدرو باريتو دي ريسنده اللذان وضعا كتابا عن مخططات جميع القلاع والمدن والمستوطنات . وقد حقق الشيخ الدكتورسلطان بن محمد )9 ( في ولاية الهند
75
74
2025 يونيو 308 / العدد
سور الشارقة: معمار دفاعي يحكي قصة قرون خالية
Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease