إرث معماري
تاريخ البناء يرج ّّح بعض الدارسين أن الشيخ سلطان بن صقر الأول بناه م، وكان بناؤه بهدف 1819 م، وليس بعد عام 1804 عام ، حيث أوصل سواتر )14 ( تأمين المدينة من الهجمات الخارجية منخفضة من الحيطان بين الأبراج والقلاع التي كانت تحيط بالشارقة من ناحية البر، فكان السور يحيط ببلدة الشارقة القديمة من الجهات الثلاث، في حين تطل البلدة على خور الشارقة، وهي مفتوحة لحركة النشاط التجاري القادم من ، ثم أمر الضابط الإنجليزي الذي )15 ( الخليج والمحيط الهندي . وقد )16 ( رسم السوربتفجيره وهدمه حتى يسيطرعلى المدينة تم تلم ّّس موضع سور المدينة، والتعرّّف إلى جزء منه بطول ، ومما لا شك فيه )17 (ًً سنتيمت ار 80 متر، وكان سمكه نحو 200 أن وضعية السور قد تغيّّرت مع مرور الوقت، وبخاصة بعد م، وإلى تلك الوضعية يشيربلجريف 1820 تدمير المدينة عام في وصفه: وأسوارالشارقة الخارجية مبنية من الحجر، ليست من الجرانيت أوالحجرالجيري، ولكنها مبنية من الحجرالرملي الذي يضرب إلى الصفرة والاحمرار الذي يوجد بكثرة في المنطقة المجاورة للمدينة، وهذه الأسوار مكسرة ومهدمة في كل مكان، ونقاطها المحصنة صفراء اللون مملوءة بالرمال، والمسافات التي بين الأبراج في هذه الأسوار تتخللها الثقوب والفتحات التي يتسلل منها الصبية إلى الداخل وإلى الخارج، في . وقد ظلت أسوارالمدينة على هذه الحال )18 ( جميع الاتجاهات ، ت م )19 ( م 1908 إلى أن انمحت معالمها، ولم يبق لها أي أثرعام م، ثم جرى 1991 الكشف عن جزء من سور الشارقة في عام ترميمه وإعادة تأهيله ليكون معلما تاريخيا شاهدا على تاريخ الإمارة. وكانت الأبراج تتخلل السور، إضافة إلى الأبراج التي تحرسه من بعيد من جهة الصحراء، وفي داخل المدينة، ولكن لم يثبت أي منها الذي كانت تتخلله، وقد أمكن إحصاء أبراج . )20 (ًً برجا دائريا ومربعا 26 مدينة الشارقة، فبلغت مواد البناء بالعودة إلى المعلومات الشحيحة المتوافرة عن السور ومواد بنائه، نجد أن السورمبني من حجارة البحرالمرجانية المجلوبة من جزيرة أبو موسى، وهي معروفة باختلاطها بـ(المغر)، وهو . وقد )21 ( أكسيد الحديد الأحمر المتوافر في مغارات الجزيرة كان السورفي حالة سيئة، واستطاعت فرق البحث والتنقيب
القاسمي الجزء الخاص من الكتاب بالقلاع البرتغالية الواقعة على ساحل عُُمان، وهي: مسقط، قريات، مطرح، السيب، بركاء، صحار، كلباء، خورفكان، البدية، مدحا، واختار له عنوانا هو: «وصف قلعة مسقط وقلاع أخرى على ساحل خليج ع ُُمان»؛ ليدل دلالة واضحة على مضمون الكتاب، وذلك حرصا منه على حفظ وتوثيق هذه الذاكرة المكانية العسكرية في المنطقة، وتقريب مصادرها البحثية، وإتاحتها للباحثين . )10 ( والدارسين سور الشارقة ت ُُعد الأسوارعنص ار من عناصرالعمارة الدفاعية، وقد اشتهرت بها مدن الإمارات، بحسب ما تحيل إليه الوثائق، حيث وجدت دلائل شاخصة في كل من الشارقة، ودبي، وأم القيوين تشير إلى وجود أسوار تحيط بهذه المدن، «وكانت البلدة محاطة بسور تتصل أجزاؤه بعضها ببعض، بأبراج مستديرة أو مربعة الشكل، ومن طرف سور البلدة الشمالي، وعلى طول خور الشارقة، كانت هناك أرض بكثبان رملية بيضاء، تبرز من خلفها قمم النخيل، حتى إذا وصل الدرب المتّّجه شمالا إلى شاطئ الخور، فسيدلف إلى مدخل خورالشارقة؛ حيث يترك المد البحري مياها خلف الشاطئ، وعند الجزرتبدأ تلك المياه .» )11 ( تسيل إلى البحر؛ فسمي ذلك المكان رأس المسيلة وأول وثيقة تؤكد وجود سور الشارقة خريطة حصل عليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي تمثل مدينة الشارقة وحولها السور وبلدة اللية، ويعود تاريخ الخريطة إلى م؛ أي بعد الحملة العسكرية البريطانية بثلاث 1823 عام )، وكان R.C.Cogan سنوات، وقد رسمها الضابط الإنجليزي ( الهدف منها مراقبة مدينة الشارقة، وتحديد حدودها المختلفة . يظهر السور، من خلال الخريطة، )12 ( على غرار رأس الخيمة على شكل قوس في دائرة، ويتضح منه أربعة أضلاع، يبدأ من ناحية الغرب، وبشكل متعرج، من شاطئ مدينة الشارقة لمنطقة المريجة، ثم يستمر بمحاذاة «الأصبخة» (السبخة)، ويستمر بشكل قوس حيث يتعمق قليلا داخل البر (الرمال)، كأقصى نقطة ليعود بالتدريج شرقا مقلّّلا مسافة المدينة، ثم ينحني كثي ار باتجاه البحر ليلتقي مع ساحل البحر (السيف)، . )13 ( وبالتالي فالسور يبدأ من البحر إلى البحر
. كما لم )22 ( اكتشاف أساساته بفعل التجاوزات التي تَّمَت عليه يثبت وجود بوابة أو أي شيء يُُعد مدخلا للسور في المنطقة التي عُُثر فيها عليه (المريجة)، ما عدا بعض الحفر غير )23 ( المحددة الهدف باحث أكاديمي - موريتانيا الهوامش والمصادر: . حمد بن صراي وعلي المغني، معجم مصطلحات التراث العمراني، معهد 1 .51 - 50 م، ص 2019 الشارقة للتراث، . وليم بلجريف، «وسط الجزيرة العربية وشرقها»، ترجمة صبري محمد حسن، 2 .353 ، ص 2001 ، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 2 ج . سلطان بن محمد القاسمي، تحت راية الاحتلال، منشورات القاسمي، 3 .167 ، ص 2014 الشارقة، ، منشورات القاسمي، الشارقة، 1 . سلطان بن محمد القاسمي، سيرة مدينة، ج 4 ، جراهام أندرسون، مشكلة حفظ المباني التراثية في المناطق 6 م، ص 2015 .131 ، ص 1995 الحضرية بإمارة الشارقة، دائرة الثقافة والإعلام، م)، 1820 - 1797 . سلطان بن محمد القاسمي، القواسم والعدوان البريطاني، ( 5 .438 ، ص 2012 منشورات القاسمي، الشارقة، .439 . المرجع السابق نفسه، ص 6 .22 . سلطان بن محمد القاسمي، تحت راية الاحتلال، المرجع السابق نفسه، ص 7 .46 . جراهام أندرسون، المرجع السابق نفسه، ص 8
. سلطان بن محمد القاسمي، وصف قلعة مسقط، منشورات القاسمي، 9 .6 ، ص 2013 الشارقة، .7 . المرجع السابق نفسه، ص 10 .22 . سلطان القاسمي، تحت راية الاحتلال، المرجع السابق نفسه، ص 11 . ناصر العبودي، صفحات من تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، 12 وما بعدها. 221 م، ص 2002 مركز زايد للتراث والتاريخ، العين، الطبعة الأولى .105 . ناصر العبودي، سور الشارقة، المرجع السابق نفسه، ص 13 .105 . المرجع السابق نفسه، ص 14 .15 . عادل الكسادي، الشارقة القديمة: سورها وأبراجها، مرقون، ص 15 . عبد العزيز المسلّّم، المعنى.. أحاديث الأوائل من الذاكرة الشعبية، دار 16 .31 م، ص 2020 كلمن للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، . حمد بن صراي وعلي المغني، معجم المصطلحات العمرانية في التراث 17 .50 الإماراتي، المرجع السابق نفسه، ص ، مرجع 2 ، بلجريف، ج 49 . جراهام أندرسون، المرجع السابق نفسه، ص 18 .361 سابق، ص .55 . جراهام أندرسون، المرجع السابق نفسه، ص 19 م، 1993 . عبد الستار العزاوي وجمال الشحي، أبراج الشارقة، دائرة الثقافة، 20 .17 - 15 ص . ناصر العبودي، صفحات من تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، 21
.230 - 229 المرجع السابق نفسه، ص .230 . المرجع السابق نفسه، ص 22 .230 ] - المرجع السابق نفسه، ص 23 [
77
76
2025 يونيو 308 / العدد
سور الشارقة: معمار دفاعي يحكي قصة قرون خالية
Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease