torath 308 - june-2025

صلات شعرية

في قلوب محطات عربية شعراء الإمارات اليمن – سلطنة ع ُُمان – السعودية قتيبة أحمد المقطرن شعراء الإمارات لم تقتصرأشعارهم على حدود وطنهم، بل تجاوزت الحدود وسافرت معهم إلى كل أنحاء العالم، وكان إن لكل دولة وصلوا إليها وتنقّّلوا في أرجائها وتعرّّفوا على مدنها وقراها وطبيعتها وأهم معالمها السياحية والأثرية، نصيب من أشعارهم التي لا تقل شأنا عن الأشعار التي قالوها في وصف معالم بلدهم ووطنهم الأم. وأظنني لا أبالغ إذا قلت: إن ما قالوه من أشعار في رحلاتهم، سواء العلمية أو الترفيهية أو التجارية إلى دول العالم تكاد تفوق بحجمها ما كتبوه عن وطنهم الإمارات.

وأزيــــــــــــــــــح عـــــــــن عمــــــــــــــــــري شقــــــــــــــــــاء المغتََــــــــــــــــــرِِب

وسأحاول في هذا المقال أن أتتبع بعض الأشعارالتي س ّطّروها في وصف بعض البلاد العربية في أثناء زيارتهم لها، وأكتفي بما قالوه في هذا المقال عن السعودية وعُُمان واليمن السعيد؛ إذ لا يتسع المجال هنا للحديث عن كل الأشعار التي قالوها في رحاتلهم إلى الدول العربية والآسيوية والغربية. وفي مقالات لاحقة سأتناول محطات أخرى. وأبدأ بالمحطة الأولى السعودية قبلة المسلمين، وأتناول في هذا المقام حديث الشاعرة صالحة غابش عن الكعبة المشرََّفة، ذلك المكان المقد ََّس الذي يؤم ُُّه الناس من مشارق الأرض ومغاربها حج ََّاجا ومعتمرين، الشاعرة تصو ّّرهذا المكان بقدسيته وعظمته وهي ْْتتضرع إلى الله: ْْغ ََيـــــــــث مـــــــــن الأنـــــــــوار في ر ُُوحــــــــــــــي انسكـــــــــــــــــــــــــــب ِِــــــــــــــــــل حََيــــــــــــــــــرة القلـــــــــب التََّعِِــــــــــــــــــــــــب ًًوالط ُُّهر يغس ََّــــــــــــــــــا وضعــــــــــــــــــت ر ِِحــــــــــــــــــال قلبــــــــــــــــــي م ُُح ِِرمــــــــــــــــــــــــا ّّل ََـم ُُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ًًومضــــــــــى يعانـــــــــق كعبــــــــــــــــــة اللــــــــــــــــــه بِِح ْْوبِِشــــــــــــــــــوق من يََخطــــــــــــــــــو بِِصحـــــــــرا ظامئـــــــــــــــــــــــــــــــــــا وإذا بِِواحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات ارتــــــــــــــــــــــــــــــــــــواء تقتــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب ْْفََوقفــــــــــــــــــت تحـــــــــت الغََيـــــــــث أروي ذََا الظ ََّمــــــــــــــــــا

ُُـــــــــب فيــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ب ِِعطــــــــــــــــــر ِِه ولقــــــــــــــــــد عرفـــــــــت الح

) 1(ْْ ْْــــــــــــــــــب البعيــــــــــــد المقتََـــــــــرِِب بفضائـــــــــــــــه الرََّح إن الشكل المادي للكعبة يحقق حاجة إشباع الإحساس بالمكان، ويستعرض عبر فضائه كل العواطف البشرية؛ لأنه الشكل الوحيد الذي يتسع لحركة الوجدان، وفي الوقت ذاته يتصل اتصالا وثيقا بالمطلق من الداخل، حيث أداء المناسك . ) 2( المرتبطة بالشكل الكعبوي الشاعرة وهي في ظل الكعبة تستشعر الأمان والطمأنينة، تستشعر حالة من الطهر والنقاء، وهي تتضرع إلى الخالق في هذا المكان الطاهر المقدس، وتعيش حالة من الانشطار مع الذات والتوحد مع الخالق، المكان هنا له جلالة وقدسية ويختلف عن أي مكان في العالم. وأي جمالية لهذا المكان؛ حيث التواصل مع الذات الإلهية والدمع في المآقي والأيدي مرفوعة والأكف مفتوحة والأدعية صادحة، وأفواج متقاطرة من البشر وهي تطوف حول الكعبة مرددة (لبيك اللهم لبيك). لقد وفد الحجاج إلى الكعبة من كل حََدْْب وصوب في زمان ومكان محددين، وكأن مؤتمار عالميا عُُقد للتوبة والتصالح

79

78

2025 يونيو 308 / العدد

اليمن – سلطنة ع ُُمان – محطات عربية في قلوب شعراء الإمارات السعودية

Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease