تاريخ السينما
حمزة قناوي في مختبرات علماء الفيزياء، من مجرد آلات مسننة تثبت عليها 1833 تطور الفن السينمائي كثي ارًً، منذ نشأته الأولى عام الصور بطريقة دائرية فتعطي إيحاء بحركة وهمية، مرو ار بمحاولات تطويرها في مختلف أنحاء العالم، حتى وصلنا إلى في عرضه الشهير في المقهى الكبير بشارع الكبوشيين في باريس، لتنطلق 1895 ديسمبر 28 سينماتوغرافية لوميير في ، ولم يكن العالم العربي عامة ومصرخاصة بعيدا عن )1 ( ٍ من الإبداعية والفنية والتخصصية �ٍّ بعدها السينما إلى أفق لانهائي هذا التطور التقني / الفني / الإبداعي، بل كانت المواكبة موجودة ومتزامنة، ولكن ربما ليست بقدر المخترعين الأصليين للسينما في أوروبا وأمريكا «السينما فن جديد علينا، طلع على العالم من أوروبا، واجتاز مرحلة تطويرية طويلة، اشتركت فيها القاهرة الأمريكية، أو بعبارة أدق: الولايات المتحدة، مع دول أوروبية معينة، على رأسها فرنسا وإنجلترا. والأسماء التي أطلقت على لوازمها وتجهيزاتها، تََمُُت في جملتها إلى أسرة الكلمات التقنية التي سبقنا الغرب إلى اصطلاحها وترويجها، إلا .» )2 ( ما اشتق منها من جذور لغوية تقابلها مرادفات لغوية صحيحة في لغتنا بين دورها في تكوين الوعي وتأريخها حقب المجتمعات صناعةالسينما.. الجمالياتوالتاريخ
message أو رسالة letter الذي يمكن اعتباره بمثابة خطاب يوجهونها إلى الجمهور. وهنا نصل إلى قضية على قدركبيرمن .» )3 ( الأهمية: أن فهمنا للرسالة - يتطلب معرفتنا بلغتها إن علوم اللسانيات الحديثة تنظر لأي عملية اتصالية من منظور لغوي لساني تنطبق عليه قواعد اللسانيات العامة التي أطلقها فرديناند دي سوسير، وتخضع لنموذج الاتصال الذي تحدث عنه رومان ياكوبسون، ومن ثم فإن الرسالة لا تكون حيادية في أي حال من الأحوال، دائما ما تتخذ طابعا ما، ودراسة هذا الطابع هو ما يهتم به الباحثون، وفي حالة السينما فإن الأمر له هيراركية (هيمنة اجتماعية) خاصة به، فهناك الجوانب التقنية والسينمائية الخالصة، من علوم إخراج وزنكوغرافيا ومونتاج ومكساج ومونتير وغيرها، وهناك جوانب متعلقة بكادر الصورة، فالعنصر الأهم في السينما هو الصورة، وهناك جوانب متعلقة بالرسالة التي تقدمها السينما، بما يمكن تسميته بـ«هوية السينما»، فمثلا عندما نقول السينما الأمريكية، أو السينما الآسيوية، فإنه ورغم
لكن السينما العربية عموماًً، والمصرية خصوصا لم تعد بعيدة عن رِِكاب السينما في العالم، فهي لها إسهامها الخاص، ولها إبداعها وخصوصيتها ومدارسها وممثلوها ومخرجوها الذين تركوا بصمة في مجال السينما المصرية، بيد أنه على المستوى العالمي كانت هناك نظرة تتغير تجاه ما تقدمه السينما من بداياتها الأولى أيضاًً، مروار بأفلامها الإبداعية وتشعباتها الكبيرة ما بين وثائقية ودرامية وتاريخية وفانتازية وكوميدية وخيال علمي،... إلخ. دفع ذلك علماء اللسانيات إلى التساؤل حول طبيعة ذلك الفن الجديد الناشئ الذي يمتاز بأنه يمكنه أن يحتوي بداخله أشكال الفنون الأخرى كافةًً، بينما لا يحتويه شيء مثلها، يقول يوري لوتمان: «وإذا عدنا إلى سؤالنا السابق حول إذا ما كان للسينما لغة خاصة بها، نجد أنه بإمكاننا تحويل هذا السؤال إلى سؤال آخر: «السينما.. هل هي نظام اتصال؟» يبدو أن أحدا لا يشك في ذلك. لكنا نتفق أن السينمائي وممثلي السينما وكُُتّّاب السيناريو وكل مبدعي الفيلم يريدون في النهاية أن يقولوا شيئا ما عبر فيلمهم
99 2025 يونيو 308 / العدد
98 صناعة السينما.. الجماليات والتاريخ
Made with FlippingBook. PDF to flipbook with ease