العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

153 |

مقدمة تتعدد تقنيات رواية الخبر بصورة متسارعة كلما برز جديد في البيئة التواصلية، التي تشــهد تقدمًا متواص ًل في ظل عالم رقمي ديناميكي ومتطور. وتؤثر هذه التطورات التقنية والتحوالت الرقمية في آلية رواية الخبر، وتفرض على محرري األخبار ابتكار طرق وآليات جديدة لمواكبة الطفرة الرقمية المتسارعة؛ إذ يدور مع هذه الحلقة دائمة رواية " الــدوران ذوق الجمهور، واحتياجاته وطرق الوصول إليه. هكذا ظهرت تقنية إليصال مادة إخبارية سريعة تتضمن عناصر القصة الخبرية بصيغة " الخبر عبر الفيديو مبسطة، خالل مدة زمنية قصيرة إلى الجمهور الرقمي، وذلك في عالم تشكِّل السرعة والجاذبية أبرز عناصر التأثير فيه. إن هذا التطور المذهل الذي يحفل به المشهد الرقمي يومًا فيومًا، فرض ذاته بقوة، األمر الذي أحدث تحو ًل عميقًا وجذريًّا ليس في آلية االتصال والتواصل فحســب، وإنما كذلك على الصعيد اإلنســاني. فاالحتياجات التواصلية والتفضيالت الشخصية ليست هي نفسها لدى جيل النظم االتصالية التقليدية، بل ولدت " إنسان الرقمنة " لدى معها اهتمامات وطموحات واحتياجات وآمال جديدة تلبي الحاجة اللحظية للفرد في االتصال والمعرفة وتنظيم شؤون حياته وفقًا لمنطق عصره. وفــي ظــل هذه المســتجدات المتدفقة وجدت غرف األخبار نفســها أمام تحديات جوهريــة، تتمثَّل فــي مدى قابليتها للمواكبة والتحديث في روايتها لألخبار ومحاولة اســتيعاب هذا التطور المتنامي في المجتمع الرقمي. كما فرضت القوالب الجديدة في التعامل مع األخبار على الصحافي تحديات تتمثَّل في مدى قدرته على االستجابة لها، والتكيُّف مع وســائلها الجديدة بما يؤهله للمضي قدمًا في مواكبة هذا الســباق الرقمي المتسارع. فقد أصبح يحتاج إلى المهارات الرقمية على سعتها وتعددها، زيادة على الفنون التحريرية التي تتناسب مع الفضاءات الجديدة التي أنشأتها الثورة الرقمية الحديثة. فض ًل عن األســئلة التقليدية التي كان يسألها الصحافي من قبيل: ما الموضوع الذي ســأتناوله؟ ومن أين أبدأ؟ وكيف ســأنتهي؟ أصبحت أسئلة اليوم في سياق الرقمنة

Made with FlippingBook Online newsletter