| 160
إجمــا ًلً، يمكــن القول: إن نظرية الحتمية التكنولوجيــة تتمحور حول أهمية الفاعل التقني في التأثير على نمط السلوك البشري بما يتواءم مع حاجياته واستعداده الفكري؛ ولهذا فإن العامل التكنولوجي يُعد عنصرًا جوهريًّا في تفســير الســلوك اإلنساني في التعامل مع وســائل اإلعالم على نحو محدد؛ ذلك أن كل وســيلة تكنولوجية تتسم بأنماط ثقافية وفكرية معينة تفرضها على الكائن البشــري وتثري من خاللها نشــاطه وتفاعالته. - نظرية االستخدامات واإلشباعات انبثقت نظرية االســتخدامات واإلشــباعات من أسئلة ملحَّة تســعى إلى فهم دوافع الجمهور الستخدام وسائل اإلعالم، في سياق دراسة العالقة بين اإلعالم والجمهور ومــدى التأثير والتأثر بينهما. لقد نشــأت النظرية على أنقــاض نظرية التأثير، لكنها سعت إلى تفسير هذه العالقة من وجهة نظر الجمهور استنادًا على الحوافز والغايات اإلنسانية من التعرض لوسائل اإلعالم. وتعود جذور نظرية االستخدامات واإلشباعات ) أسســها في سياق فكرة اإلقناع في Elihu Katz لما أرســى إليهو كاتز ( 1959 إلى ظل توجه بحثي لدراســة حقيقة تأثير وســائل اإلعالم في الجمهور. وتطور مفهوم ) في Jay Blumer االســتخدامات واإلشباعات في دراســة إليهو كاتز وجاي بلومر ( للتعرف على أسباب 1964 ، والتي تناولت االنتخابات العامة في بريطانيا عام 1969 وبلومر، ومايكل ، حــدد كاتز، 1984 مشــاهدة الجمهــور للحمالت االنتخابية. وفي أن مدخل االستخدامات واإلشباعات يقوم على ،) Michael Gurevitch جورفيتش ( دراســة الجوانب النفســية واالجتماعية لألفراد لتحديد االحتياجات والتوقعات من وســائل اإلعالم. ويرى كاتز أنه مهما بلغت قوة الوســيلة اإلعالمية إال أن الجمهور هو من يقرر مدى تأثره بها. وهنا، تُعد االنتقائية والعالقات الشخصية من المتغيرات المهمة لهذه النظرية. وتســعى النظرية بصورة عامة لإلجابة عن ســؤال: ماذا يفعل .) 12 الجمهور بوسائل اإلعالم؟( ويمثِّل جوهر نظرية االســتخدامات واإلشباعات محاولة لتفسير استخدامنا للتواصل ). كما أن إشــباعاتنا اإلعالمية تُحقَّق من خالل 13 إلرضــاء حاجاتنا وتحقيق غايتنا( :) 14 ثالثة مصادر رئيسية، وهي(
Made with FlippingBook Online newsletter