| 16
والحــرس والجيش بالتصدي للمحتجيــن في الفضاء العام وباقتحام مقرات االتحاد داميًّا سقط فيه كثير من المحتجين المدنيين " خميسًــا أســود " واعتقال قياداته. فكان الذين جوبهت تحركاتهم ومسيراتهم بالرصاص الحي. ورغم بلوغ التجافي بين الحزب الحاكم واالتحاد العام التونســي للشغل حدًّا منذرًا 1978 أحداث يناير/كانون الثاني " استهالك " بصراع مفتوح، إال أن قيادتيهما استطاعتا وما أعقبها من مالحقات أمنية وقضائية. فقد عاد التآلف القديم بينهما بصفة تدريجية، ، واستطاعتا تكوين 1981 بعد أن تم إطالق ســراح النقابيين المودعين بالســجن في لخوض االنتخابات التشــريعية معًا ضمن قائمة مشــتركة في نوفمبر/ " جبهة قومية " والفوز فيها، مما بوَّأ االتحاد عشــرين مقعدًا في مجلس النواب 1981 تشــرين الثاني (البرلمان التونسي). اتسمت باالحتقان 1978 وبعد مضي بضع ســنوات على أحداث يناير/كانون الثاني االجتماعي المكتوم وبتصاعد التماحك األيديولوجي داخل الجامعة الذي بلغ أوجه (ذكرى يوم األرض بفلســطين)، حيث حصلت فيه واقعة 1982 مارس/آذار 30 يوم ) وتلتها اشــتباكات طالبية 9 ( " مجزرة منوبة " داميــة عُرفت في األوســاط الجامعية بـ ، إثر زيادة كبيرة في 1984 يناير/كانون الثاني 3 ، في " انتفاضة الخبز " متفرقة، اندلعت أسعار مشتقات الحبوب (الدقيق والسميد والعجين الغذائي) انجرَّت عنها زيادة غير مألوفة في ثمن الخبز. يومها، هب الشــعب التونســي للدفاع عن حقه في الحصول . وقد كان النقابيون حاضرين ميدانيًّا " الخبز والكرامة " على رغيف الخبز رافعًا شعار ثورة " ) التي كادت تتحول إلى 1984 فيما سُــمِّي بانتفاضة الخبز (يناير/كانون الثاني فلنعد إلى حيث " لوال أن الرئيس بورقيبة ســحب فتيل األزمة بإعالنه الشــهير " جياع )، وبه سحب البساط من تحت أرجل المناوئين له والمحتجين 10 ( " كنَّا قبل الزيادات ضده. يومها، خرج أبناء عامة الشــعب تلقائيًّا في مســيرات مســاندة للرئيس ومندِّدة )، الذي لم يعمَّر حكمه طويًل بعد تلك األحداث. 11 بوزيره األول، محمد مزالي( وباعتالء الرئيس زين العابدين بن علي، ســدة الحكم، في فجر الســابع من نوفمبر/ ، وسيطرته شيئًا فشيئًا على دواليب الدولة وعلى المشهد السياسي 1987 تشرين الثاني بقبضة بوليســية حديدية، عمد إلى استيعاب الدستوريين، وهو منهم، وتطعيم حزبهم ببعض الشخصيات غير المســتهلكة من النخبة وغيَّر اسمه " االشــتراكي الدستوري "
Made with FlippingBook Online newsletter