العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

193 |

مشكلة اإلسالم السياسي في العالقات الدولية هي مشكلة مفاهيم " قارئ الكتاب أن وما يترتب عليها من أنماط فكرية وممارســات يومية. فكما أن اإلســ م السياســي الراديكالــي المتطرف مرتبــط بجهاز مفاهيمي من قبيل العنــف والجهاد واألعمال االنتحارية، فإن التيار الســائد في اإلســ م السياسي المعتدل يجد أبعاده المفاهيمية في السُّنَّة والجماعة واإلصالح واالعتدال والوسطية. اإلصالح يحيل مفهوم اإلصالح، أو المنظور الفكري اإلصالحي، على الرغبة والقابلية لالنفتاح على التغيير، وهو اعتقاد مرغوب فيه وال مفر منه. والشيوخ الستة الذين تم اعتمادهم في الكتاب ينظرون لإلسالم باعتباره دينًا ديناميكيًّا قادرًا على التجديد الذاتي في ظل التغيرات في المجاالت المادية والسياســية واالجتماعية االقتصادية والفكرية. وعلى عكس المفكرين السلفيين، فإن اإلصالحيين ال يعتبرون التجديد الديني بدعة سيئة، ولكن حاجة ملحَّة لضمان بقاء اإلسالم في صميم حياة المجتمعات اإلسالمية. ومن ذلك قول الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يستشهد مرارًا وتكرارًا بالحديث النبوي: . ولم يقف سامي " إن الله يبعث لهذه األمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها " بــارودي عند هذا الحد بــل ذهب أبعد من ذلك ليؤكد أن روح اإلصالح والتجديد تعود لفكر الجيل المؤســس لإلصالحيين المعتدلين، خاصة محمد عبده الذي ظل يروج ضمنًا لمجموعة متنوعة جديدة من التفســيرات التي تقوم على تحدي التقليد، سواء بالمعنى القانوني التقني لرفض اتباع مذهب واحد أو في المعنى األكثر عمومية لرفض التقيد بالتقاليد السابقة. وال شــك أن اإلصالحيين يقرون بأن اإلســ م يقوم على أســاس ثابت أركانه أن الله واحد، وأن محمدًا رســول الله، والقرآن هو كلمة الله، والمســلمون يشــكِّلون أمة واحدة، يجمعها مشــترك العقيدة (عقيدة التوحيد) والعبادات المعلومة من الدين بالضرورة، مثل الصالة والصوم والزكاة. االعتدال من الواضح أن االعتدال مصطلح نســبي، وقد يُفهم بشــكل أفضل في سياق نقيضه وهو مفهوم التطرف. وعلى الرغم من التنوع داخل كل فئة من اإلسالميين، فإنه من

Made with FlippingBook Online newsletter