العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

| 18

كلها مالمح أسهمت في رسم تلك العالقة التي حاول االتحاد من خاللها أن يحفظ ). لكن السلطة 17 وجوده ويعزز موقعه في المشــهد السياسي ويحافظ على مكاسبه( هــي األخرى حاولت من جهتها أن تســتخدم االتحاد كأحــد أذرعها المتغلغلة في نسيج المجتمع، والسيما حينما كانت قياداته تنتمي سياسيًّا إلى الحزب الحاكم زمن بورقيبة (الحزب االشتراكي الدستوري)، أو حتى حينما كانت تلك القيادات قريبة من (حزب الرئيس، ابن علي). وفي مطلق األحوال، " التجمع الدســتوري الديمقراطي " كان هدف الســلطة السياسية الحاكمة مزدوجًا: الضغط على منسوب النضال النقابي .) 18 و/أو السياسي ومراقبته، واحتواء االتحاد وتحييد دوره الريادي( -يناير/كانون 2010 (ديســمبر/كانون األول " ثورة الحرية والكرامة " وغــداة اندالع )، أسهمت فيها قيادات االتحاد العام التونسي للشغل الجهوية والمحلية 2011 الثاني وقواعده من خالل المشــاركة الواسعة في المسيرات االحتجاجية التي عمَّت البالد، وأفضت إلى هروب الرئيس زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية الســعودية، ، إثر مســيرة كبرى بشــارع الحبيب 2011 يناير/كانون الثاني 14 مســاء يوم الجمعة ) تلت تجمعًا صباحيًّا بســاحة محمد علي الحامــي بالعاصمة أمام مقر 19 بورقيبــة( االتحاد وانضمت إليها الفعاليات النقابية والشــخصيات السياسية الحزبية والمستقلة، يناير/كانون 12 )، يوم األربعاء 20 تلت مسيرة مشابهة وإضرابًا عامًّا بمدينة صفاقس( .) 21 ( 2011 الثاني وقد ظل االتحاد العام التونســي للشــغل رقمًا صعبًا في المعادالت السياسية طوال مرحلة االنتقال الديمقراطي، ولم يكن بوسع أي حكومة من الحكومات المتعاقبة أن )؛ مما جعله يكتسب نوعًا من الوطأة على جميع تلك الحكومات ويتحكَّم 22 تتجاهله( ). كما 23 بطريقة أو بأخرى ليس فقط في تركيبتها وإنما أيضًا في خياراتها وأولوياتها( كان االتحاد ممثَّال في تلك الحكومات بوزراء قريبين منه أو هم من قياداته السابقة. . "االتحاد" في زمن ما بعد الثورة ولعبة السياسة خارج إطار األحازب 3 ما من شــك في أن االتحاد العام التونســي للشغل، بإرثه التاريخي الوطني والنقابي، باعتباره سليل الحركة الوطنية المقاومة للهيمنة االستعمارية، يمثِّل قوة اجتماعية ذات )، والسيما خالل السنوات العشر التي 24 تأثير واضح في مجريات الحياة السياسية(

Made with FlippingBook Online newsletter