| 22
). بل إن االتحاد خطا خطوة نوعية 44 قــد تُدخل البالد في متاهــة ال تعرف نهايتها( إلى األمام حينما دعا إلى حوار وطني جامع أفضى إلى التوافق على تشكيل حكومة ، كانت مهمتها األساسية 2013 كفاءات وطنية مســتقلة (تكنوقراط)، في أواخر ســنة اســتكمال المرحلة االنتقالية وتهيئة المناخ المالئم لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية . وقد فعلت ثم فســحت المجال لحكومة حزبية توافق عليها 2014 في أواخر ســنة ). وقد كان نجاح الحوار الوطني وما أفضى إليه من استقرار سياسي 45 ( " الشــيخان " وراء منح االتحاد العام التونســي للشــغل، إلى جانب بقية مكونات الرباعي الراعي . 2015 أكتوبر/تشرين األول 9 للحوار، جائزة نوبل للسالم، في ومع أن االتحاد العام التونســي للشــغل قد دأب على الدعوة إلى الحوار والتفاوض إلى تســعة 2015 يوليو/تموز 13 -ولــه في ذلك تقاليد راســخة- حيث انضم في أحزاب ومنظمتين وطنيتين (االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، التي اقترحها " وثيقة قرطاج " واالتحاد التونسي للفالحة والصيد البحري) للتوقيع على حكومة " الرئيس الراحل، الباجي قائد السبســي، في إطار مبادرته المتعلقة بتشــكيل حينما تفاقمت 2020 ، ثم بادر بطرح مبادرة للحوار في أواخر ســنة " وحــدة وطنيــة الخالفات بين رئاســة الجمهورية من جهة، ورئاســتي البرلمان والحكومة من جهة ثانية، إال أن ذلك وغيره مما ســبقت اإلشــارة إليه ال يعفيه من جانب من المسؤولية عما آلت إليه األوضاع من فوضى وهشاشة وغموض رؤية وعدم استمرارية للدولة، والسيما في ظل تفاقم الصراعات السياسية وتعاقب الحكومات الظرفية وعدم وضوح الخيارات واألولويات وعجز السلطات العمومية عن تحقيق أهداف الثورة واالستجابة النتظارات المواطنين. لقد كانت قيادة االتحاد حريصة على الزعامة والريادة ومسك خيوط اللعبة السياسية وتدجيــن الحكومــات المتعاقبة، ومن ثم إضعاف األحزاب والقوى السياســية التي تشكِّلها أو تدعمها وتسفيهها؛ مما أسهم في ترذيل الحياة السياسية والعمل البرلماني، ومن ثم شــيطنة السياسيين والنواب المتحزبين وإظهارهم في صورة المتهافتين على السلطة واالنتهازيين المنصرفين عن االهتمام بمشاغل المواطنين. صحيح أن البرلمان شهد مماحكات ومناكفات عديدة، وصحيح أن الحكومات ظلت تالحق المشكالت وال تستبقها، وتعالج األعراض دون أن تهتم كما يجب بالجوهر. لكن صحيح أيضًا أن االتحاد قد أطلق العنان لكل النقابات التي تتبعه، في كل القطاعات، لكي تستخدم
Made with FlippingBook Online newsletter