العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

| 24

أو اســتعاد زمام المبادرة. لكن االتحاد يدرك أيضًا أنه ليس بمنأى عن المحاســبة، . لذلك، هو يحاول " النيران الصديقة " تمامًا مثلما يدرك أنه قد يجد نفســه في مرمى أن يدير اللعبة بحذر مطالبًا السلطة القائمة بضمانات واضحة. خاتمة رغم الرصيد الذي راكمه االتحاد العام التونســي للشــغل في مضمار إدارة األزمات والتعاطي مع الوضعيات المتأزمة، بما في ذلك السياســية واالجتماعية واالقتصادية منها، ال يزال خطاب أمينه العام يعكس جنوحًا إلى توخي أسلوب المناورة والحذر فــي التعبيــر عن موقف االتحاد مما يحصل من تحوالت وأحداث منذ أن تم إعالن يوليو/تموز 25 اإلجراءات االســتثنائية من قبل رئيس الجمهورية قيس ســعيد، في . وهذا قد يُفهم على أنه جزء من إستراتيجية االتحاد إلعادة التموقع في المشهد 2021 السياسي الجديد الذي تبدو فيه األحزاب مهمشة وشبه عاجزة عن التأثير في مجريات األحداث. أما المنظمات الوطنية، وفي مقدمتها االتحاد العام التونســي للشغل، فهي تناضل من أجل البقاء وتعمل على إيصال صوتها والتأثير في النخب وفي الجمهور العريض في ظل هيمنة خطاب شعبوي حرص الرئيس قيس سعيد على أن يوظفه في كل مناسبة لتخوين خصومه وشيطنتهم. وحيــث إن حبل الشــعبوية قصير، ألن مطارق الواقع أشــد منهــا تأثيرًا في مواقف النــاس واتجاهاتهم، فإن كل الفاعلين السياســيين واالجتماعيين الديمقراطيين، بمن فيهم مزدوجو المكانة والدور مثل االتحاد العام التونســي للشــغل، مطالبون بحسم معركــة االنتقال الديمقراطــي لصالح الوطن ووضع حد للصراع القائم منذ أكثر من عقد من الزمن بين قوى الثورة المطالبة بإحداث تغيير حقيقي يحول دون االنتكاس والعودة إلى مربع االســتبداد، وقوى الثورة المضادة الرافضة للتغيير والمشــكِّكة في الثورة والمرذِّلة للممارســة الديمقراطية. ولكن، هل االتحاد الذي آثر منذ أكثر من سنة مراقبة األحداث على االنغماس فيها ولم يلق بثقله في الميدان قادر في الوقت الراهن على قلب المعادلة واالنتصار للشعب وللديمقراطية وبالتالي للثورة بعيدًا عن ) ولكنها ال تنتج ما ينفع الناس ويمكث 49 الشعبوية التي تثير الجعجعة والزبد الرابي( ؟) 50 في األرض(

Made with FlippingBook Online newsletter