35 |
مقدمة ما وظيفة االنتخابات؟ وما غاياتها؟ هل تشــكِّل االنتخابات عام ًل مُؤَسِّسًــا للعملية الديمقراطية أم تمثِّل عام ًل مســاعدًا على تدعيم الديمقراطية وترســيخها؟ حينما ال تكون من وظائف العملية االنتخابية تحقيق الديمقراطية وتكريس مسلســل دَمَقْرَطَة األنظمة االنتقالية، فإن رهانها يكون واحدًا وهو إعادة إنتاج السلطوية بقواعد انتخابية، ). لهذا، شكَّل الفعل 1 أو كما يسميها أحد الباحثين: تغليف السلطوية بغشاء الشرعية( االنتخابي أحد المتغيرات الجوهرية في إطار ما سُــمِّي بموجة التحول الديمقراطي )؛ حيث اضطلعت االنتخابات 2 الرابعة، التي طالت العديد من بلدان أوروبا الشرقية( بأدوار فاعلة في تحقيق عملية االنتقال إلى الديمقراطية في تلك الدول، ســواء أكان )، وهو Electoral Revolutions ( " الثورات االنتخابية " عبر مســار ما اصطُلح عليه بـ الشــكل الذي اتخذته عملية انتقال الســلطة في كل من صربيا وجورجيا وأوكرانيا، التي رفضت ســلطاتها االعتراف بهزيمتهــا في االنتخابات، ولجأت إلى العنف ضد المحتجيــن، لكنها لم تفلح في إســكاتهم ومواجهة الضغوط الدولية فاضطرت إلى التخلي عن السلطة، أو الشكل الثاني من انتقال السلطة عبر العملية االنتخابية، وهو )، والتي تمثِّلها سلوفاكيا Transformative Elections ما سُمِّي باالنتخابات التحويلية ( )؛ حيث شكَّلت اللحظة االنتخابية نقطة االنتقال من الحكم السلطوي إلى 3 وكرواتيا( الحكم الديمقراطي. بيــد أن الحديــث عــن األدوار المركزيــة للعمليــة االنتخابية في تحقيــق االنتقال الديمقراطي، وتكريس قيم الديمقراطية في الممارسة السياسية، يظل مشروطًا بمدى االنتقال الحاصل داخل بنية النظام السياســي برمته، وبمدى نزاهة وشــفافية عملية االقتراع، ونضج الفاعل السياســي المنتخب. لهذا، وتأسيسًــا على ما ســبق تحاول الدراســة رصد التقاطع الوظيفي بين الفعل االنتخابــي وعملية االنتقال الديمقراطي من خالل اعتماد التجربة المغربية أنموذجًا للدرس والتحليل. ، إحدى عشرة عملية انتخابية 1956 لقد شهد المغرب منذ حصوله على االستقالل، سنة تشريعية، وفق ظروف وسياقات مختلفة، أسهمت في خلق تراكم كمِّي ونوعي، مما يجعل الســؤال عن الفعالية االنتخابية في تحقيق االنتقال إلى الديمقراطية بالمغرب
Made with FlippingBook Online newsletter