العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

47 |

ظاهرة الحزب األغلبي ظل الســعي إليجاد حزب أغلبي يعبِّر عن إرادة الســلطة السياســية إلدارة العملية االنتخابيــة إحدى القواعد الســائدة في تصريف الفعــل االنتخابي في المغرب. فقد ظلت المحطات االنتخابية في المغرب منذ حصوله على االستقالل مسكونة بهاجس الحركة " صناعــة أغلبية انتخابية في مواجهة شــعبية المعارضة المتمثلــة في تيارات ؛ لهــذا عمدت اإلدارة في كل اســتحقاق انتخابي إلى محاولة إفراز العب " الوطنيــة سياســي متحكم فيه داخل الحياة السياســية تفاديًا ألية مفاجآت قد تُحدِث خل ًل في بنية التوازن السياسي السائد. ، التي جرت فيها أول انتخابات تشريعية في تاريخ 1963 لهذا شــهد المغرب، ســنة المعروف اختصارًا " حزب جبهة الدفاع عن المؤسســات الدستورية " البالد، تأســيس بقيادة مدير الديوان الملكي آنذاك، أحمد رضا أكديرة، من أجل خلق نوع " الفديك " بـ من التوازن السياســي بين األحزاب الوطنية ذات الشــرعية التاريخية المفعمة برمزية الكفاح الوطني من أجل االســتقالل، والمؤسســة الملكية التي لم تكن تخفي نيتها االســتمرار في قيادة المشــهد السياســي المغربي. فكان اللجوء إلى صناعة الحزب األغلبــي بقيــادة نخب تابعة لــ دارة، حتى تكون لها الريادة فــي قيادة الحكومات المتعاقبة على مغرب االستقالل. ويالحظ الدارس لمسار النظام السياسي المغربي أن الساحة السياسية تعرف قبيل كل اســتحقاق انتخابي تشــريعي ميالد حزب بال هوية سياسية وبال مرجعية أيديولوجية، ورغم ذلك يحصل على أغلب مقاعد المؤسســة التمثيلية. فقد تكرر األمر أواســط بقيادة أحمد عصمان، صهر الملك " حزب التجمع الوطني لألحرار " السبعينيات ببروز الراحل الحسن، وهو يمثِّل جزءًا من رجال األعمال ونخب التكنوقراط. وقد استطاع الحزب في ظرف زمن قياســي تجميع كافة النخب التجارية المســتقلة الممثلة في . وترى كل التفسيرات أن 1977 البرلمان وتشكيل حكومة برئاسة أحمد عصمان في تأسيس الحزب كان بإيعاز من اإلدارة السياسية، وتكريسًا للسياسة المؤسسة للحزب األغلبي الســائدة في المغرب، وذاك من أجــل خلق مناخ متحكَّم فيه وتابع لإلرادة السياسية العليا المتمثلة في المؤسسة الملكية.

Made with FlippingBook Online newsletter