العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

| 54

الدولــة، وممثلها األســمى، ورمــز وحدة األمة، وضامن دوام الدولة واســتمرارها، يستنتج وجود عمل بمرتبتين للسيادة، أي السيادة " والحكم األسمى بين مؤسساتها... وأبقت عليه كل الدساتير 1970 المجسدة في شخص الملك، كما كرس ذلك دستور المتعاقبة، وســيادة األمة، التي تباشرها مباشــرة باالستفتاء أو بصفة غير مباشرة عن .) 23 طريق المؤسسات الدستورية( فالنص على التمثيلية األســمى للملك ال تنفي باقي المؤسســات، ولكن تجعلها في مرتبة أدنى من ســمو المؤسســة الملكية، وبالنتيجة االرتبــاط التاريخي بين الملك الحامي لحمى الملة " والشــعب والتبعية الدينية للملك الســاهر على الشأن الديني و ، تلغي الوســاطة بين الشــعب والملك، ما دام الملك هو المؤمِّن الستمرار " والدين الدولة ودوامها، والمؤمِّن للمســار الحقوقي للمواطن المغربي في شــتى المجاالت اليومية، باعتبارها ملكية ســائدة وحاكمة في ذات اآلن. لهذا فتعارض مبدأ الشــرعية االنتخابية للمؤسسات المنتخبة، والشرعية الدينية والتاريخية، في ظل االختصاصات الواسعة التي تملكها، ينشئ إشكالية جدوى العملية االنتخابية برمتها، كما ذهب إلى ذلك أحد الباحثين، والتي توكل للوســطاء المتنافســين وظيفة تمثيل من أنيطت به .) 24 السيادة دون سواه، أي الشعب أو األمة( فرغم الصالحيات الجديدة التي أضحت تتمتع بها المؤسسات المنتخبة في المغرب، مقارنة بباقي الدساتير السابقة، فإن الحديث عن ممارستها للسيادة الشعبية يبقى محط تساؤل، في ظل استمرار الحضور الوزان للمؤسسة الملكية في الحياة السياسية لدرجة جعلت النخب السياسية، سواء أكانت المشاركة في الحكومة أو في المعارضة، تسارع حكومة " إلى التعبير عن تبعيتها للمؤسسة الحكومية، حيث ال تنفك عن التعبير بأنها . وهو ما يؤكد أنه رغم التقدم " معارضة جاللة الملــك " والمعارضة " جاللــة الملك في تحقيق النزاهة االنتخابية وشــفافيتها في المغرب نســبيًّا مقارنة مع االستحقاقات الســابقة، إال أن المحــددات البنيوية المتدخلة في هندســة العملية االنتخابية، تلقي بظاللها حول فعالية هذه االنتخابات في تكريس التمثيلية والســيادة الشعبية. وهو ما االنتخابات " خلصت إليه مونيا بناني الشــرايبي في أحدث دراســاتها حينما رأت أن في المغرب وسيلة لهيمنة السلطة القائمة على المجتمع عبر لعبة انتخابية غير تنافسية .) 25 ( " وبدون مفاجآت، ومن دون أي تأثير على جوهر السلطة السياسية القائمة

Made with FlippingBook Online newsletter