العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

69 |

في األردن أيضًا، وعلى الرغم من تبني الملك حســين اتفاقية الســ م مع إسرائيل، وحماسه الشديد إلنهاء حالة الحرب معها، وتدشين مسار تعاوني يعود على المجتمع األردني بالرخاء واالستقرار، إال أن مفردة التطبيع اكتسبت أيضًا داللة سلبية؛ إذ نشط المجتمع المدني والنقابات في مناهضة التطبيع. والحق، أن السياســات اإلســرائيلية ســاعدت القــوى المناهضــة للتطبيع لفرض ســرديتها (مزيد عن هــذه النقطة في القســم التالي)، كما أنه ثبت للقاصي والداني أنه من الصعوبة بمكان فصل العالقة اإلســرائيلية-األردنية عن االنتكاسات في المسار الفلسطيني وتَنَكُّر إسرائيل لحقوق الفلسطينيين في التحرر واالستقالل وإقامة دولة مستقلة لهم. وهذه النقطة على وجه التحديد كانت بادية للعيان عندما لم تستبطن الحكومة اإلسرائيلية أن محاولة اغتيال مواطن أردني (خالد مشــعل) ال تســتقيم مع ادعاءات اإلسرائيليين في رغبتهم على تدشين سالم دافئ وتطبيع كامل مع األردن. هناك العديد من الدراسات التي تناولت التطبيع مع إسرائيل وانعكاساته على العرب وقضيتهــم األولى. وعلى نحو الفت، ســادت المقوالت التي تحذر من التطبيع مع إســرائيل لما يعني ذلك من إضعاف للموقف الفلســطيني. وأصدر بهذا الشأن مركز دراســات في التطبيع " الزيتونة للدراســات واالستشــارات مجلدًا كبيرًا حمل عنوان اعتبر فيــه أن التطبيع هو أكبر المخاطــر التي تهدد القضية " مــع الكيــان الصهيوني الفلســطينية؛ ذلك ألن التطبيع يهدف إلى إعادة رســم منظومة العالقات والقيم وفقًا للرؤية الصهيونية، كما يهدف إلى عزل الفلســطينيين لتعميق انكشافهم اإلستراتيجي ). احتوى الكتاب على دراسات متنوعة، لكنها في مجملها 10 في مواجهتهم لالحتالل( انتقدت التطبيع بشدة. بطبيعة الحال لم يُظهر الكتاب وجهة النظر األخرى التي ترى في التطبيع ما يصب في مصلحة عدد من الدول العربية. وفي نفس السياق، ذهب الباحث الفلسطيني، جمال زحالقة، في نقده لموجة التطبيع األخيرة مشــددًا على أن العوائد بالنســبة للدول العربية المُطبِّعة قليلة جدًّا. وأضاف أن ثمة فرقًا كبيرًا بين الدول التي أقامت سالمًا مع إسرائيل بعد الدخول في حروب معها، وهي دول محاذية إلســرائيل، ودول أخرى لم تدخل في حرب مع إســرائيل، ). الدراسة على أهميتها لم تتطرق 11 ناهيك عن بعدها الجغرافي عن منطقة الصراع( لعوائق التطبيع واعتبرت أن تنامي نســق التطبيع هو الذي سيسود في قادم األيام في

Made with FlippingBook Online newsletter