العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

| 72

شامل مع إسرائيل.. جوهر السالم هو الدولة الفلسطينية... وغير ذلك لن يكون هناك ســ م، حتى لو قام كل فرد إســرائيلي بحمل قنبلة ذرية، أو حتى لو قامت مركبات الفضاء األميركية بنقل الفلســطينيين إلى القمر! لقد تصالحنا مع إســرائيل متطلِّعين إلى سالم شامل... لكن تبيَّن أن ذلك كان خطأ، واألكثر تفاؤًل بيننا يعرف اآلن أنه ). بمعنى آخر، جاءت حرب 16 ( " عامًا لتصحيح هذه الغلطة 43 ربما سيستغرق األمر لبنان صفعة على جبين مصر، فقد كان الغزو اإلسرائيلي دلي ًل عمليًّا على تحييد مصر عسكريًّا، وشعور إسرائيل بحرية العمل من دون أن تحسب حسابًا لمصر التي عبَّرت عن استيائها باستدعاء السفير المصري من تل أبيب بعد مذابح صبرا وشاتيال. ويمكن القول: إن هناك رؤيتين مختلفتين لمضمون العالقات المصرية-اإلســرائيلية. فعلى الجانب اإلســرائيلي، يُقدِّم شــيمون شامير موقف النخب اإلسرائيلية؛ إذ يقول بأن هناك اعتقادًا ســائدًا عند اإلســرائيليين بأن الصراع مع العرب كان مختلفًا عن الصراعات األخرى من حيث أنه كان يدور حول حق إســرائيل في الوجود. وكانت هناك صعوبة في إســرائيل لهضم فكرة أن تقوم إســرائيل باالنســحاب من األراضي -وهي أشــياء ملموســة- للحصول على أشــياء غير ملموسة مثل االعتراف. فكيف إلسرائيل أن تقوم بتقديم تنازالت في األرض وما يترتب على ذلك من مخاطر أمنية دون أن تحصل على مقابل، كان هذا التســاؤل محور نقاش بين النخب اإلســرائيلية لغاية يومنا هذا. من هنا يأتي التطبيع -وفقًا للفهم اإلسرائيلي- كأحد البراهين على التغيُّــر الحقيقي لــدى المصريين، وأن ال مجال للعودة إلــى العالقات العدائية في .) 17 المستقبل( علــى الجانــب المصري، كان هناك إدراك من النخب الحاكمة بأنه من الصعب جدًّا االنتقال إلى التطبيع بالمفهوم اإلســرائيلي إال بعد أن يعم الســ م المنطقة، فالسالم ينبغي أن يكون شــام ًل وعاد ًلً. فالمعاهدة تضمنت فقط االتفاق على إقامة عالقات طبيعيــة، ذلك أنه لم يكن هناك ما يلــزم مصر بكيفية الوصول إلى عالقات طبيعية. فالمصريون لم يذهبوا للســ م إال اســتجابة براغماتية لتبلور موازين قوى على إثر . فالمصريون أدركوا أن الحرب مكلفة جدًّا، 1973 حرب أكتوبر/تشرين األول لعام وأنه من األجدى لهم إعادة أراضيهم المحتلة بالطرق الدبلوماسية، على أن ذلك ال يعني منح إسرائيل وضعًا متميزًا في مصر. والحق أن السياسات اإلسرائيلية في اإلقليم

Made with FlippingBook Online newsletter