| 74
الحكومتين، ولعل صفقة الغاز ومبادرة مصر في تأسيس منتدى الغاز الذي يضم في عضويته إســرائيل لدليل إضافي على أن التطبيع بقي في اإلطار الرسمي وفي حدود مصالح الدولة المصرية. وعلى نفس المنوال، تحول الســ م األردني-اإلســرائيلي إلى سالم بارد خالل أول عام ونصف من توقيع المعاهدة، فعلى الرغم من حماس الملك حســين شــخصيًّا والتبشــير بعوائد الســ م إال أنه ثبتت اســتحالة فصل العالقة األردنية-اإلســرائيلية عمَّا تقوم به إســرائيل بحق الفلســطينيين. ومع ذلك، فإن ديناميكية العالقة األردنية- اإلسرائيلية مختلفة عن التجربة المصرية-اإلسرائيلية. فعلى مدار أكثر من ثالثة عقود قبل توقيع معاهدة السالم، كانت هناك عالقة سرية ولقاءات عقدها الملك حسين سرًّا ). والالفت حقًّا أن المجتمع اإلسرائيلي كان على علم بهذه 19 مع القادة اإلسرائيليين( العالقات أو لنقل التفاهمات السرية بين الملك حسين والقادة اإلسرائيليين. وبالتالي ، كان هناك 1994 عندما توصل الجانبان إلى اتفاق ســ م في أكتوبر/تشــرين األول أفضل " حماس إســرائيلي على اعتبار أن األردن هو -كما وُصف في ذلك الوقت- . ويمكن أيضًا القول: إن سبب التأييد الشعبي اإلسرائيلي التفاقية السالم مع " األعداء األردن هو حقيقة أن المسار األردني-اإلسرائيلي لم يشتمل على انسحابات إسرائيلية ولم تُقدِّم إسرائيل الكثير لألردن. لذلك كان التأييد للمعاهدة من الحزبين الكبيرين: العمل والليكود، وهذا خالفًا التفاق أوســلو الذي عارضه ما يقارب نصف الوســط اليهودي في إسرائيل. احتاج اإلســرائيليون لوقت طويل حتى يســتوعبوا أن االنطباعات الشعبية في األردن مختلفــة تمامًا عن االنطباعات في إســرائيل؛ فاألردنيون لــم يعرفوا عن التفاهمات الســرية بين الملك حسين واإلســرائيليين، كما أن الملك حسين لم يُحضِّر الشعب األردني للسالم، وعلى العكس من ذلك كان الجو العام مليئًا بالعداء إلسرائيل لكونها دولة احتالل. فاألردنيون لم يثقوا بإسرائيل في يوم من األيام وكانوا يعتبرونها المُهدِّد األول للفلسطينيين ولهم أيضًا. هناك الكثير من الدراســات التي تناولت فشــل التطبيع بين األردن وإسرائيل، أهمها )، والتي تعزو فشل 20 ( " األردن: موت التطبيع مع إسرائيل " تلك التي حملت عنوان التطبيع بل وموته إلى ثالثة عوامل، هي: أو ًلً: العناد اإلسرائيلي. فعندما توصل رئيس
Made with FlippingBook Online newsletter