75 |
الوزراء اإلسرائيلي، إسحاق رابين، والملك حسين إلى اتفاق وادي عربة، كان مأمو ًل أن يُقدِّم الجانبان ســ مًا حارًّا على عكس الســ م البارد مع مصر، وكان هناك أمل عند القيادات أن يقود الســ م إلى نظام شــرق أوســطي جديد يعمه األمن والسالم واالســتقرار. وبالفعل حاولت الحكومة األردنية تغيير سلوك األردنيين تجاه التطبيع والسالم مع إسرائيل، ونجحت جزئيًّا في هذا المسعى إال أن النجاح لم يدم طوي ًلً. فسرعان ما تغلبت قوى اليمين اإلسرائيلي التي كان هدفها األول تدمير عملية أوسلو؛ ألنها عارضت االتفاقية ورأت فيها تهديدًا للمشروع الصهيوني في فلسطين. وقامت إسرائيل بسلسلة من السياسات أحادية الجانب في القدس أقنعت الملك حسين بعدم ، 1997 جدية الشريك اإلسرائيلي. وكان الملك قد بعث برسالة إلى نتنياهو، في عام وبَّخه فيها وقال بأنه لم يعد يثق به شريكًا في عملية السالم. وعندما اندلعت انتفاضة األقصى ووصل القمع اإلســرائيلي إلى مســتويات غير مسبوقة كان التطبيع قد مات ودُفن عند األردنيين. وعليه، فإن إسرائيل هي من عملت بشكل ممنهج على لتقويض ثقة األردنيين بالتطبيع والســ م معًا. والسبب الثاني مرتبط بسياسات النظام األردني التي اســتهدفت المعارضــة والتراجع عن اإلصالحات السياســية للتضييق على أي صوت يعارض سياسة الملك في العالقة مع إسرائيل. بدأت مظاهر السخط الشعبي على إســرائيل وعلى التطبيع مع مجزرة قانا التي ارتكبتها قوات الجيش اإلســرائيلي ، وكان شــيمون بيريس 1996 خالل عملية عناقيد الغضب في لبنان، أبريل/نيســان العمالي رئيسًا للحكومة. كما ظهرت مظاهر العداء للتطبيع عندما شاركت إسرائيل في معرض الكتاب األردني الذي قاطعة األردنيون احتجاجًا على المشــاركة اإلســرائيلية. كما أن محاولة اغتيال خالد مشــعل في عَمَّان أجَّجت الموقف وظهر جليًّا أن الشــعب األردني ال يشــارك الملك حسين قبوله بإسرائيل. من الجدير بالذكر أن موضوع التطبيع كان مثار نقاش عام في األردن في أول ســنتين من عمر المعاهدة، وكانت هناك أقلية من المثقفين الذين باركوا التطبيع واعتبروا أن الســ م مع إســرائيل كان خيارًا وحيدًا، لكن بعد ذلك اختفى النقاش العام حول الموضوع وبات إطالق وصف المُطبِّع على شخص ما كافيًا لفضح أي اتصال مع اإلسرائيليين. وقامت النقابات المهنية بفصل أي عضو يمارس التطبيع مع إسرائيل، وشُكِّلَت في األردن لجنة نقابية بهذا الخصوص قامت بنشــر قائمة ســوداء لوضع أسماء المُطبِّعين. وثالثًا: لم يعد الملك حسين قادرًا على
Made with FlippingBook Online newsletter