| 76
إقناع الشعب بهذا الخيار بعد أن شعر المواطن األردني بأن عوائد السالم الموعودة ما هي إال سراب. بالمجمل، تطورت العالقات األردنية-اإلسرائيلية في ثالثة مستويات: المستوى األول هو المستوى الرسمي، ويشمل العالقات الدبلوماسية والتنسيق األمني واالستخباري الذي وصل إلى مســتويات كبيــرة فاجأت األردنيين. المســتوى الثاني مثَّلَه موقف اإلســ ميين واألحزاب القومية واليسارية وغالبية المثقفين في األردن؛ إذ رفضوا أية عالقات مع إسرائيل حتى يزول االحتالل أو عند البعض حتى تزول الدولة اليهودية. . أما المســتوى 1948 وهذا شــبه إجماع لدى القوى السياســية المختلفة تكوَّن منذ الثالث فهو المستوى الشعبي؛ ذلك أن الشعب األردني لم يكن متحمسًا للسالم مع إســرائيل، لكن لم يكن في غالبيته معارضًا له في البداية، خاصة مع الوعود بالرخاء االقتصادي، لكن بعد عامين على توقيع معاهدة الســ م وصعود اليمين اإلســرائيلي إلى سدة الحكم في تل أبيب انقلب الشارع األردني على المعاهدة. الفلســطينيون بدورهم تعاملوا بواقعية مع تراجع فرصهم في اســترداد حقوقهم في التحرر واالســتقالل، وأدركت قيادتهم في نهاية الثمانينات وبداية التســعينات أنه ال 13 مناص من تطبيع العالقات مع إســرائيل في إطار اتفاق أوســلو الموقع بتاريخ . تلك كانت المرة األولى التي تحصل فيها إسرائيل على اعتراف 1993 سبتمبر/أيلول رســمي من قبل منظمة التحرير الفلســطينية، وشكَّلت الرســالة التي بعث بها ياسر عرفات إلى رئيس الوزراء اإلســرائيلي آنذاك، إســحاق رابين، نقطة تحول، فالرئيس عرفات كان يرى أن فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون أعلى بكثير من خالل االعتراف بإسرائيل والتطبيع معها. وفي البداية، كان هناك تأييد عند الفلسطينيين للسالم مع إسرائيل على أمل أن يحصل . فنشــط صنَّاع الســ م بين الطرفين 1967 الفلســطينيون على دولة لهم بحدود عام وعُقِدت اللقاءات والندوات بين الفلســطينيين واإلسرائيليين. ويكفي في هذا الصدد اإلشارة إلى سلسلة من االستطالعات التي أجرتها مراكز فلسطينية بالتعاون مع نظيرتها اإلســرائيلية للتوقف على موقف الرأي العام في إســرائيل وفي األراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى وجه التحديد نشير إلى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الجامعة العبرية؛ إذ أجرى " ترومان ألبحاث السالم " وتعاونه المســتمر مع معهد
Made with FlippingBook Online newsletter