العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

81 |

مصر اتفاق ســ م مع إســرائيل قامت الجامعة العربية بطرد مصر من عضويتها، أما اآلن فهذا النظام لم يعد يمثِّل قيدًا أو كابحًا على السياسة الخارجية للدول المطبِّعة. ثالثًا: انهيار النظام السياســي الفلسطيني ووصول االنقسام إلى حد أضعف من قدرة الفلسطينيين على ممارسة دور الفيتو على القرار العربي. وأخيرًا، التطبيع مع اإلمارات يصل إلى حد التحالف مع إسرائيل دون حاجة إلظهار األخيرة أي اعتدال في موقفها من الفلسطينيين. فــي عنوان االتفاق الذي وقَّع عليه " التطبيع الكامل " وعلــى نحــو الفت، ظهر تعبير . 2020 اإلماراتيون واإلســرائيليون في واشنطن في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول وبعد عام واحد فقط على توقيع االتفاق، وصل التطبيع درجة أكثر من المتوقع، فهناك العديد من اللقاءات واالتفاقات وحتى بعض النشــاطات الشعبية المشتركة. وللتمييز بين اتفاقات السالم مع األردن ومصر، قال رئيس الوزراء اإلسرائيلي، يائير لبيد، في . كما " هذا السالم هو بين الشعوب " حفل افتتاح السفارة اإلسرائيلية في أبوظبي: إن أن التعاون مع البحرين وصل مستويات كبيرة؛ إذ أُقِيمت عالقات دبلوماسية رسمية، وجرى فتح خط طيران مباشر، كما وُقِّعت اتفاقية تعاون أمني، ووصل ملحق عسكري للجيش اإلسرائيلي للبحرين وهذه سابقة بحد ذاتها في العالم العربي. وكانت العالقات السرية بين البحرين (واإلمارات أيضًا) مع إسرائيل بدأت منذ النصف األول من التسعينات من القرن الماضي، لكن في حالة البحرين هناك اعتبارات لدى النخبة الحاكمة تتعلق بالخوف من إيران ومن المكون الشيعي في البحرين. صحيح أن إيران هي عامل تحد لإلمارات، لكن بالنسبة للبحرين تشكِّل إيران تهديدًا وجوديًّا لــه امتداد في الداخل البحرينــي. وتنظر النخبة الحاكمة في البحرين إلى إيران على اعتبار أن لها إستراتيجية طويلة األمد لإلطاحة بالنظام البحريني. وزاد من الطين بلة استخدام اإليرانيين في تصريحاتهم لمفردات مخيفة بالنسبة للبحرين، مثل اإلشارة لها كالمقاطعة الرابعة عشرة. الالفت أن النخبة الحاكمة في البحرين تشعر بحاجتها إلى المساعدة اإلسرائيلية وبخاصة مع تبلور إستراتيجية االنسحاب األميركي من المنطقة وغياب اإلرادة عند األميركان عن مواجهة إيران. كما أن الطريقة التي قاربت بها إدارة الرئيــس باراك أوباما إيــران أخافت دو ًل خليجية على اعتبار أن المقاربة تمت دون مراعاة المصالح أو الرؤية الخليجية تجاه الخطر اإليراني.

Made with FlippingBook Online newsletter