العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

85 |

التي تخشــى إيران وتصور األخيرة بتطييف سياستها الخارجية لتحقيق مكتسبات في اإلقليــم. وعالوة على ذلك، يمكن لعــودة الربيع العربي ووصول حكومات منتخبة للحكم أن ترفع من كلفة التطبيع على النخب السياســية، وعندها ســيتجمد التطبيع وتستعيد القضية الفلسطينية مركزيتها المفقودة. يعتمد على تطور األوضاع في األراضي الفلســطينية المحتلة. - الســيناريو الثالث: فمن شأن التضييق على الفلسطينيين وإرغامهم على االستسالم للمنطق اإلسرائيلي أن يدفع الفلسطينيين إلى خيار مكلف وهو تفجير انتفاضة جديدة. في هذه الحالة ستقوم إســرائيل بقمعها بطرق وحشــية وستلعب وســائل التواصل االجتماعي والمحطات الفضائية دورًا مهمًّا في تأجيج الشــارعين، العربي واإلســ مي. ومن شــأن ديمومة التطبيع " منجزات " انتفاضــة فلســطينية أن تخلق رأيًا عامًّا عربيًّا ضاغطًا يحبــط كل للدول المُطبِّعة. وهكذا ال يفشــل التطبيع فقط بل ســتظهر تحالفات إقليمية جديدة لن تكون في صالح مقاربة إسرائيل القائمة على تحقيق اختراقات في النظام العربي لإلجهاز على القضية الفلسطينية. باختصار، بيَّنت الدراســة أن هناك نموذجين للتطبيع بين الدول العربية وإســرائيل. وخلصــت إلــى أن تبدُّل الظروف اإلقليمية، وتغيُّر مصــادر التهديد لعدد من الدول العربية، والتراجع النســبي في قوة التأثير األميركي في المنطقة بشــكل عام، واندالع ثورات الربيع العربي وما ترتب على ذلك من سيولة في التحالفات وتغيُّر في قاعدة الصداقة واألعداء، وتراجع مركزية القضية الفلسطينية، هي كلها عوامل ساعدت على بــروز نمــوذج التطبيع الحار القائم على عدم انتظار حل القضية الفلســطينية إلنجاز التطبيع. الالفت أن إســرائيل لم تلتقط اللحظة التاريخية للحصول على شــرعية في المنطقة، فهي ال تعتبر إقامة عالقات دبلوماســية إال مرحلة للوصول إلى التطبيع، لكنها غير مســتعدة -ألســباب داخلية متعلقة بالمشروع الصهيوني وهيمنة اليمين على السياسة اإلســرائيلية- ألن تســهم في تمكين الفلســطينيين من إقامة دولة مستقلة في سياق مصالحــة تاريخيــة ونهائية. بمعنــى، أنها ما زالت تــرى أن بإمكانها الحصول على األرض والســ م والتطبيع في الوقت ذاته. وحدهم الفلســطينيون من يمتلكون زمام المبــادرة لتغيير الوضع القائم، فمن شــأن مصالحة فلســطينية حقيقية واالبتعاد عن

Made with FlippingBook Online newsletter