العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

91 |

مقدمة مارس/آذار 11 ، وتحوله إلى جائحة في 19 أحدث االنتشــار الســريع لوباء كوفيد- )؛ فتحركت 1 ، بعــد ارتفاع عــدد المصابين والضحايا، رجَّة فــي دول العالم( 2020 المنظمــات الدولية المعنية وبعض الحكومات الوطنية، وعبر اإلمكانيات المحلية أو مــن خالل الجهد الدولي، للتصدي للجائحة وتجاوز آثارها وانعكاســاتها الخطرة. ومع تسارع وتيرة نجاح التجارب المختبرية والسريرية في تفكيك شفرة المرض من جهــة، وإيجاد لقاح فاعل لمجابهته وتحجيمه ومحاصرته من جهة أخرى، شــرعت بعــض الدول الرائــدة والمتقدمة في هذا المجال باســتغالل عملية تصدير وتجهيز لتقوية نفوذها " دبلوماسية اللقاحات " ومنح اللقاحات سياســيًّا، واستخدام ما يُعرف بـ السياســي واالقتصادي الخارجي، وأسلوبًا مبتكرًا لتعزيز قوتها الناعمة والمبادرة إلى إيجاد الحلول للمشاكل واألزمات الدولية وخصوصًا ما يتعلق منها بالمجال الصحي واإلنساني. وبــرزت الصيــن في مقدمة الدول التي بادرت إلــى دعم أبحاث إنتاج لقاحات آمنة وفعالــة، ومن ثم توظيف صناعة اللقاحات وتقديمها إلى دول العالم، لتحقيق بعض أهداف سياستها الخارجية ومواجهة التحديات الخارجية والداخلية الناجمة عن كون بؤرة تفشي الوباء وانتقاله إلى سائر دول العالم، كما مثَّلت هذه الحالة متغيرًا الصين جديدًا أمام صنَّاع القرار في الدول، مما تطلَّب إدراكًا جيدًا له ومن ثم التحرك السريع لالستفادة منه في مجاالت المنافسة والمكانة الدولية. تهدف الدراسة إلى توضيح معنى مصطلح دبلوماسية اللقاحات والتطرق إلى بدايات توظيفــه في تعزيز السياســة الخارجية لبعض الدول الكبرى، الســيما الصين، ومن ثــم التركيز على التنافس الدولي في هــذا المجال، وتوظيف الصين لهذا النمط من الدبلوماســية في عالقاتها الدولية، واألهــداف التي حققتها عبر هذا التوظيف. فإلى أي مدى نجحت الصين في توظيف دبلوماسية اللقاحات في عالقاتها الدولية؟ وما الذي حققته من خالل توظيفها لهذه األداة على الصعيد الخارجي؟

Made with FlippingBook Online newsletter