الأونروا و"سلطتها الشبحية" دأبت الأونروا -التي تشبه أي منظمات إنسانية أخرى كما سنوضح في القسم التالــي- علــى اعتبار اللاجئين ضحايا في عوز، لكــن ثمة تماثل بين الإخفاق في مراعــاة عملية الحضرنــة التي حولت مدن الخيام إلى بيئــات مبنية والإخفاق في مراعاة أن الضحايا عديمي الصوت التعبيري ينشــدون التحرر، خصوصًا بعد شيء -المتمثل في وجود منظمة " الأبوي " من الاعتياد الحياتي في المخيمات. أما النهج وكالة تخدم حشدًا غير معلوم من المستفيدين- فهو بصدد أزمة يتعذر معها مواكبة المشهد المتفاقم تعقيده كما يتجلى في ظهور مبادرات مجتمعية ومؤسسات محلية وحشد اجتماعي. ينهض فاعلون كثر بدور في إدارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ففي سوريا والأردن تســيطر الدولة على المخيمات ســيطرة وثيقة. كما تكلف مديرًا للمخيم عبــر كيانــات مرتبطة ارتباطًا عضويًا بالدولة كي ينهض بدور مهم في تنظيم الحياة الحضرية والسياســية داخل المخيم. وفي مقابل تلك السيطرة التقليدية للدول على المناطق العشوائية -بما فيها المخيمات- فإن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي لبنان مختلف اختلافًا جذريًا عن ذلك، فثمة شبكة من هياكل السلطة المعقدة التي تتألّف من لجنة أو لجنتين من اللجان الشــعبية المتصارعة (في لبنان)، ولجنة أمنية ووجهاء، وفصائل سياسية، ورابطة العلماء الفلسطينيين (ائتلاف الأئمة المقرّب من حماس)، ومنظمة التحرير الفلسطينية بما لها من نقابات واتحادات شعبية (من عمال، ونســاء، ومهندســين،...إلخ)، ومنظمات مجتمعية، ومنظمات غير حكومية، ومســؤولي المخيمات التابعية للأونروا. تتبايــن تلك القوى من حيث الأهمية من مخيــم لآخــر ومن منطقة لأخرى، ففي كل مخيم يفــرض القادة تدابير تتغير مرارًا بســبب التحول المتواصل في ميزان القوة بين تلك الجهات الحائزة للســلطة. أما اللجان الشــعبية فتمتاز بأنها الكيان المحلي الحاكم الأهم في لبنان وفي الأراضي قد يكون مضلًّ لأن " شــعبية " الفلســطينية المحتلة. من الجدير بالذكر أن وصف بل هي مخرجات قوة مجموعة " شــعبي " تلك اللجان ليســت قائمة على تصويت
98
Made with FlippingBook Online newsletter