العقد الجديد بالاستفادة من الماضي إلى جانب الشروع في بحث مستفيض العبرة وناقد للفكرة من أجل المستقبل. التضامن في " اشــترك إيلان بابي وجوني منصور في كتابة الفصــل المعنون: ، وفيه يسلّطان الضوء " 1948 الأوقات العصيبة: نابلس واللاجئون الفلسطينيون في على واقعة محدودة الشهرة وجليلة العبرة للتجاوب المجتمعي إبّان النكبة، أي سلب حقوق الفلسطينيين تمهيدًا لقيام الدولة الإسرائيلية. أي إن مساهمة الكاتبين تستقصي ظهور شــبكة تضامنية ســبقت إنشاء الأونروا، وتجلّت معها صور من الدعم الهائل فيما بين الفلسطينيين. وتحصّل الكاتبان في سبيل هذا الفصل على وثائق لم يسبق نشرها من مكتبة بلدية نابلس، وقد حَوَت تفصيً عن لجنة تشكّلت لغرض أوحد هو دعم الفلســطينيين حديثي النزوح. سجّلت الوثائق مشاركة لجنة نابلس تسجي كامً في عون اللاجئين الفلسطينيين لأكثر من عام؛ وتخلل ذلك توفير بلدية نابلس الغذاء والدواء والمال لمجتمع كانت لتُعييه النجاة لولا ذلك العون. وتكشف الوثائق عن قصة للتضامن الحيوي تجاه تدفقات هائلة من اللاجئين على الرغم من موارد البلدية الشــحيحة، وذلك في وقت عمّه التّيه السياسي وما غاب الاقتتال عن جوار هؤلاء اللاجئين. وبختام الفصل، يناقش الكاتبان ملابســات دراسة الحالة التاريخية التي تناولاها حيال الاســتجابات الخاصة باللاجئين على مســتوى العالم عمومًا، وباللاجئين الفلسطينيين خصوصًا. وقد لفت المؤلفان -بابي ومنصور- الانتباه إلى متغير فرضي مهم غلب على جُل المناقشــات الســائدة في وسائل الإعلام تجاهله لفائدة النظام الإســرائيلي المهيمن، ألا وهو: إمكانية استيعاب المجتمع الفلسطيني في الداخل الإسرائيلي للاجئين الفلسطينيين الفارّين من لهيب الحرب عقب نشوب النزاع الســوري. ولأمكن بذلك تعزيز الدفوع المؤيدة لعمليات عودة اللاجئين في أوقات الأزمات، بما يرسخ التضامن بوصفه من الأطر الحيوية البديلة للاعتماد على المعونة الدولية. تأسســت الأونروا في بادئ الأمر للوفاء بمهام الرعاية الإنسانية قصيرة الأجل ). هنا، " التشغيل " ) ولإدماج اللاجئين وإعادة توطينهم على المدى البعيد ( " الإغاثة " (
18
Made with FlippingBook Online newsletter