جرى تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنــى (الأونروا)، فلم تتول الوكالة الأممية إدارة شــؤون اللاجئين الذين وصلوا نابلس فحســب، بل كذلك من اســتقروا في بلدتي جنين وطولكرم القريبتين وفي القرى المجاورة للبلدان الثلاث. غير أن الســرعة المقترنة بالكفاءة التي اســتقبلت بها البلدية التحدي الماثل أمامها يومئذ إنما هي ســرعة عزيزة حتى في يومنا هذا بالكثير من الأماكن؛ ذلك بأن العمدة شكّل لجنة أوكل إليها تقديم الغذاء والدواء والمال لمجتمع كان ليهلك لولا ذلك هلاكًا شــبه محتوم. وكان عمل اللجنة مشــروعًا شامً للغاية، حتى إنه لــم يخلّف وراءه متروكًا ولا منســيًا. ونحن نقرر فــي هذه المقالة أن حافز اللجنة وطريقة عملها إنما يشكّلان دراسة حالة مبهرة تبرز -من جديد- الدور الذي ينهض به التضامن (فعً وقدرةً) في استيعاب اللاجئين. وعلــى الرغــم من أن هذا الجانب ليس محطّ التركيز الأهم في بحثنا، إلا أننا نود الإشارة إلى التعامل المنهجي الدقيق من اللجنة وأعضائها مع الموقف حسب ما يتجلّى من الوثائق، وهو ما يتيح بصيرة أوفى عمّا فقده الفلسطينيون (أفرادًا) عندما أُجبــروا علــى ترك بلداتهم وقراهم (قُدّم معظم هذه المعلومات لاحقًا إلى الصليب ). وفد اللاجئون إلى نابلس بوفاض 1950 الأحمر عندما اختتمت اللجنة أعمالها في خال اللهم إلا من مقتنيات أمكنهم حملها من منازلهم في اللحظة الأخيرة. ، وتألّفت من 1948 جــاءت الموجــة الأولى مــن اللاجئين في مطلع العــام عائــ ت حضريــة من حيفــا ويافا؛ فوفدت يحدوها الأمل فــي أن يهدأ القتال في بلداتهم ســريعًا حتى يعودوا إليها. تعرضت منازل تلك الأســر لهجمات عاتية من العصابات الصهيونية، مثل الهاجاناه وإرغون، ما اضطر العائلات إلى النزوح. ثــم جاءت الموجة المهمة التاليــة عقب اعتماد القيادة الصهيونية الخطة داليت ، فعلى أساس تلك الخطة كانت الغالبية العظمى من 1948 من مارس/آذار 10 في
28
Made with FlippingBook Online newsletter