70 عامًا على الأونروا اللاجئون الفلسطينيون من منظور شامل

برزت المشــكلات فــي الحقول عندما دعت الحاجة إلى اســتغلالها في الزراعة، فبحثت اللجنة مجددًا عن حل بديل؛ وواكبه بحث عن روضات ومدارس للأطفال. كانت المشــكلة الداهمة هي توفير الطعام، فاجتهدت اللجنة في شــراء السلع من الضفة الشرقية ونجحت في التفاوض مع السلطات الأردنية لإعفائها من الرسوم والجمارك. غير أن هذا الإجراء التســهيلي أُلغي كليًا تقريبًا بســبب واقعة غريبة؛ إذ ، وصل لاجئون من بلدتي اللد والرملة اللتين 1948 إنه لما كان شهر يوليو/تموز تركهمــا الفيلــق العربي، أي الجيش الأردني، الذي كان بوســعه الدفاع عنهما كما ثبت من انتصاره على الجيش الإسرائيلي في اللطرون ومن القتال في مدينة القدس القديمة وفي شــرقها. ولما كان اللاجئون القادمون من البلدتين المتروكتين حانقين بسبب تحرك الجيش الأردني، فقد عمدوا إلى إنزال العلم الأردني عن سقف البلدية. فمــا كان مــن الحكومة الأردنية إلا أن أوقفت نقل الطحيــن إلى نابلس؛ ما يعني وجــوب مــروره عبر اللجنة الأردنية العامة للاجئين. فتوجه وفد خاص إلى الملك وقدم اعتذارًا عن الواقعة، وأقنعه بأنها فعلة قلّة لا تعبّر عن جمهرة الفلســطينيين. . ( (( وأعقب ذلك استئناف الإمدادات (لاسيما مائة الطن من الطحين) تمثلــت المرحلــة التالية في التعامل مع المشــكلات الصحية، وبدا أن التدفق المتزايد من اللاجئين في الصيف اقتضى توفير المزيد من الخيام والملابس. انقسمت اللجنــة حينئــذ إلى ثلاث لجان فرعية، واحدة لكل بلدة من البلدات الثلاثة: نابلس وجنيــن وطولكــرم. ونهضت اللجنة العامة في البلــدات وفي المناطق الريفية بدور اللجنة التنســيقية الوســيطة: أي حل مشــكلات الزفاف والطلاق، وحوادث العنف العائلي أو الاجتماعي. كما تولت اللجنة على المســتوى القروي مهمة التجنيد عبر اتصال وثيق بالعمدة طوقان، المختار المحلي؛ إذ كان مســتعدًا للمشاركة بنفسه في إصلاح ذات البين في منازعات قديمة للغاية ولو كانت في ســرقة ماعز منذ ســنين عددًا، أو في قضايا الثأر والانتقام بشتى أنواعها، وذلك متى حدثت. 1948 ، شهر يوليو/تموز/ 17 / 4 / 150 ( الأرشيف، الصندوق ( (

36

Made with FlippingBook Online newsletter